445

(*) ابن أرطاة أتقوم لمبارزته ؟ فقال: ما أحد أحق بها منك، وإذا أبيتموه فأنا له.

فقال له معاوية: أما إنك ستلقاه في العجاجة غدا في أول الخيل.

وكان عند بسر بن أرطاة ابن عم له قد قدم من الحجاز يخطب ابنته فأتى بسرا فقال له: إنى سمعت أنك وعدت من نفسك أن تبارز عليا.

أما تعلم أن الوالى من بعد معاوية عتبة، ثم بعده محمد أخوه، وكل من هؤلاء قرن لعلى (1)، فما يدعوك إلى ما أرى.

قال: الحياء، خرج منى كلام (2) فأنا أستحيى أن أرجع عنه.

فضحك الغلام وقال في ذلك: تنازله يا بسر إن كنت مثله * وإلا فإن الليث للضبع آكل (3) كأنك يا بسر بن أرطاة جاهل * بآثاره في الحرب أو متجاهل معاوية الوالى وصنواه بعده * وليس سواء مستعار وثاكل أولئك هم أولى به منك إنه * على فلا تقربه، أمك هابل متى تلقه فالموت في رأس رمحه * وفي سيفه شغل لنفسك شاغل وما بعده في آخر الحرب عاطف * ولا قبله في أول الخيل حامل (4) فقال بسر: هل هو إلا الموت، لابد والله من لقاء الله تعالى.

فغدا على [ عليه السلام ] منقطعا من خيله ومعه الأشتر، وهو يريد التل وهو يقول: إنى على فاسألوا لتخبروا * ثم ابرزوا إلى الوغى أو أدبروا سيفى حسام وسناني أزهر * منا النبي الطيب المطهر

__________

(1) في الأصل: " وكل هؤلاء من قرن لعلى " صوابه في ح.

(2) في الأصل: " شئ " والوجه ما أثبت من ح (2: 300).

(3) ح: " للشاة آكل ".

(4) عاطف، أراد به الذى يحمى المنهزمين.

وفي اللسان: " ورجل عطوف وعطاف " يحمى المنهزمين ".

وفي الأصل: " خاطف " موضع " عاطف " صوابه في ح.

Page 460