419

(*) قال: فتقدمت عك، ونادى سعيد بن قيس: يال همدان خدموا (1).

فأخذت السيوف أرجل عك، فنادى أبو مسروق العكى: يالعك، بركا كبرك الكمل (2).

فبركوا تحت الجحف وشجروهم بالرماح (3)، وتقدم شيخ من همدان وهو يقول: يا لبكيل لخمها وحاشد (4) * نفسي فداكم طاعنوا وجالدوا حتى تخر منكم القماحد (5) * وأرجل تتبعها سواعد بذاك أوصى جدكم والوالد * إنى لقاضي عصبتي ورائد

وتقدم رجل من عك وهو يقول: يدعون همدان وندعو عكا * نفسي فداكم يال عك بكا إن خدم القوم فبركا بركا * لا تدخلوا نفسي (6) عليكم شكا قد محك القوم فزيدوا محكا قال: فألقى القوم الرماح وصاروا إلى السيوف، وتجالدوا حتى أدركهم الليل، فقالت همدان: يا معشر عك، إنا والله لا ننصرف حتى تنصرفوا.

وقالت عك مثل ذلك، فأرسل معاوية إلى عك: " أبروا قسم القوم (7) [ وهلموا ] ".

فانصرفت عك ثم انصرفت همدان، وقال عمرو: يا معاوية، لقد لقيت أسد أسدا، لم أر كاليوم قط، لو أن معك حيا كعك، أو مع على

__________

(1) انظر ما سبق ص 257 س 15 وص 329 س 13.

(2) الكمل: الجمل، في لغة عك، وهم يقبلون الجيم كافا.

انظر ما مضى ص 228، 329.

وفي الأصل: " الجمل " صوابه في ح.

(3) شجروهم: طعنوهم.

وفي ح: " فشجرتهم همدان بالرماح ".

(4) في الاشتقاق 250: " بنو حاشد وبنو بكيل منهم تفرقت همدان ".

(5) القماحد: جمع قمحدوة، وهى ما أشرف على القفا من عظم الرأس.

(6) ح: " لا تدخلوا اليوم ".

(7) ح (2: 293): " أن أبروا قسم إخوتكم ".

(*) حيا كهمدان لكان الفناء.

Page 434