Wajiz Fi Tafsir
الوجيز
Investigator
صفوان عدنان داوودي
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٤١٥ هـ
````` ﴿تلك الرسل﴾ أَيْ: جماعة الرُّسل ﴿فضلنا بعضهم على بعض﴾ أَيْ: لم نجعلهم سواءً في الفضيلة وإن استووا في القيام بالرِّسالة ﴿منهم مَنْ كلَّم الله﴾ وهو موسى ﵇ ﴿ورفع بعضهم درجات﴾ يعني محمدا ﷺ أُرسل إلى النَّاس كافَّةً ﴿وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ القدس﴾ مضى تفسيره ﴿وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بعدهم﴾ أَيْ: من بعد الرُّسل ﴿مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ البينات﴾ من بعد ما وضحت لهم البراهين ﴿وَلَكِنِ اختلفوا فمنهم مَنْ آمن﴾ ثبت على إيمانه ﴿ومنهم مَنْ كفر﴾ كالنَّصارى بعد المسيح اختلفوا فصاروا فِرقًا ثمَّ تحاربوا ﴿ولو شاء الله ما اقتتلوا﴾ كرَّر ذكر المشيئة باقتتالهم تكذيبًا لمن زعم أنَّهم فعلوا ذلك من عند أنفسهم لم يجري به قضاءٌ من الله ﴿ولكنَّ الله يفعل ما يريد﴾ فيوفِّقُ مَنْ يشاء فضلًا ويخذل من يشاء عدلًا
﴿يا أيها الذين آمنوا أنفقوا ممَّا رزقناكم﴾ أَي: الزَّكاة المفروضة وقيل: أراد النَّفقة في الجهاد ﴿مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فيه﴾ يعني: يوم القيامة يعني: لا يؤخذ في ذلك اليوم بدَلٌ ولا فداءٌ ﴿ولا خلة﴾ ولا صداقةٌ ﴿ولا شفاعة﴾ عمَّ نفي الشَّفاعة لأنَّه عنى الكافرين بأنَّ هذه الأشياء لا تنفعهم ألا ترى أنَّه قال: ﴿والكافرون هم الظالمون﴾ أَيْ: هم الذين وضعوا أمر الله فِي غير موضعه
﴿الله لا إله إلاَّ هو الحي﴾ الدَّائم البقاء ﴿القيوم﴾ القائم بتدبير أمر الخلق في إنشائهم وأرزاقهم ﴿لا تأخذه سنة﴾ وهي أوَّل النُّعاس ﴿ولا نوم﴾ وهو الغشية الثَّقيلة ﴿له ما في السماوات وما في الأرض﴾ ملكا وخلقًا ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلا بِإِذْنِهِ﴾ أَيْ: لا يشفع عنده أحدٌ إلاَّ بأمره إبطالًا لزعم الكفَّار أنَّ الأصنام تشفع لهم ﴿يعلم ما بين أيديهم﴾ من أمر الدُّنيا ﴿وما خلفهم﴾ من أمر الآخرة ﴿ولا يحيطون بشيء من علمه﴾ أَيْ: لا يعلمون شيئًا من معلوم الله تعالى: ﴿إلاَّ بما شاء﴾ إلاَّ بما أنبأ الله به الأنبياء وأطلعهم عليه ﴿وسع كرسيه السماوات والأرض﴾ أي: احتملهما وأطاقهما يعني: ملكه وسلطانه وقيل: هو الكرسيُّ بعينه وهو مشتمل بعظمته على السماوات والأرض وروي عن ابن عباس أن الكرسي علمه ﴿ولا يَؤُوْدُهُ﴾ أَيْ: لا يُجهده ولا يُثقله ﴿حفظهما﴾ أي: حفظ السماوات والأرض ﴿وهو العليُّ﴾ بالقدرة ونفوذ السُّلطان عن الأشباه والأمثال ﴿العظيم﴾ عظيم الشَّأن
1 / 182