254
﴿فقد كذبوا﴾ يعني: مشركي أهل مكة ﴿بالحق لما جاءهم﴾ يعني: القرآن ﴿فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴾ أَيْ: أخبار استهزائهم وجزاؤه
﴿ألم يروا﴾ يعني: هؤلاء الكفَّار ﴿كم أهلكنا من قبلهم من قرن﴾ من جيلٍ وأمَّةٍ ﴿مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ﴾ أعطيناهم من المال والعبيد والأنعام ما لم نُعطكم ﴿وأرسلنا السماء﴾ المطر ﴿عليهم مدرارًا﴾ كثير الدَّرِّ وهو إقباله ونزوله بكثرة ﴿فأهلكناهم بذنوبهم﴾ بكفرهم ﴿وأنشأنا﴾ أوجدنا ﴿من بعدهم قرنًا آخرين﴾ وهذا احتجاجٌ على منكري البعث
﴿ولو نزلنا عليك﴾ قال مشركو مكَّة: لن نؤمن لك حتى تأتينا بكتاب من السَّماء جملةً واحدة معاينة فقال الله: ﴿ولو نزلنا عليك كتابًا﴾ أَيْ: مكتوبًا ﴿في قرطاس﴾ يعني: الصَّحيفة ﴿فلمسوه بأيديهم﴾ فعاينوا ذلك مُعاينةً ومسُّوه بأيديهم ﴿لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلا سِحْرٌ مُبِينٌ﴾ أخبر الله تعالى أنَّهم يدفعون الدَّليل حتى لو رأوا الكتاب ينزل من السَّماء لقالوا: سحر
﴿وقالوا: لولا أنزل عليه ملك﴾ طلبوا ملكًا يرونه يشهد له بالرِّسالة فقال الله ﷿: ﴿وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الأَمْرُ﴾ لأُهلكوا بعذاب الاستئصال كسُنَّة مَنْ قبلهم ممَّن طلبوا الآيات فلم يؤمنوا ﴿ثم لا ينظرون﴾ لا يُمهلون لتوبةٍ ولا لغير ذلك

1 / 345