﴿ما أصابك﴾ يا ابن آدم ﴿من حسنة﴾ فتح وغنيمةٍ وخصبٍ فمن تفضُّل الله ﴿وما أصابك من سيئة﴾ من جدبٍ وهزيمةٍ وأمرٍ تكرهه ﴿فمن نفسك﴾ فبذنبك يا ابن آدم ﴿وأرسلناك﴾ يا محمدُ ﴿للناس رسولًا وكفى بالله شهيدًا﴾ على رسالتك
﴿من يطع الرسول فقد أطاع الله﴾ يعني: إنَّ طاعتكم لمحمد طاعةٌ لله ﴿ومَنْ تولى﴾ أعرض عن طاعته ﴿فما أرسلناك عليهم حفيظًا﴾ أَيْ: حافظًا لهم من المعاصي حتى لا تقع أَيْ: ليس عليك بأسٌ لتولِّيه لأنَّك لم ترسل عليهم حفيظًا من المعاصي
﴿ويقولون﴾ أَي: المنافقون ﴿طاعةٌ﴾ أَيْ: طاعةٌ لأمرك ﴿فإذا برزوا﴾ خرجوا ﴿من عندك بيَّت﴾ قدَّر وأضمر ﴿طائفة منهم غير الذي تقول﴾ لك من الطَّاعة أَيْ: أضمروا خلاف ما أظهروا وقدَّروا ليلًا خلاف ما أعطوك نهارًا ﴿واللَّهُ يكتب ما يبيِّتون﴾ أَيْ: يحفظ عليهم ليُجَازَوا به ﴿فأعرض عنهم﴾ أَيْ: فاصفح عنهم وذلك أنه نُهي عن قتل المنافقين في ابتداء الإِسلام ثمَّ نُسخ ذلك بقوله: ﴿جاهِد الكفَّار والمنافقين﴾