﴿فإن حاجوك﴾ أَيْ: جادلوك ﴿فقل أسلمتُ وجهي لله﴾ أَيْ: أخلصت عملي لله وانقدت له ﴿ومن اتبعني﴾ يعني: المهاجرين والأنصار ﴿وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين﴾ يعني: العرب ﴿أأسلمتم﴾ استفهامٌ معناه الأمر أَيْ: أسلموا وقوله: ﴿عليك البلاغ﴾ أَي: التَّبليغ وليس عليك هداهم ﴿والله بصيرٌ بالعباد﴾ أيْ: بمَنْ آمن بك وصدَّقك ومَنْ كفر بك وكذَّبك وكان هذا قبل أنْ أُمر بالقتال
﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بغير حق﴾ قد مضى تفسيره في سورة البقرة وقوله: ﴿وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يأمرون بالقسط من الناس﴾ قال [رسول الله ﷺ: قتلت بنو إسرائيل ثلاثةً وأربعين نبيًا من أوَّل النَّهار في ساعةٍ واحدةٍ فقام مائةٌ واثنا عشر رجلًا من عبَّاد بني إسرائيل فأمروا مَنْ قتلهم بالمعروف ونهوهم عن المنكر فَقُتلوا جميعًا من آخر النَّهار في ذلك اليوم فهم الذين ذكرهم الله في هذه الآية] وهؤلاء الذين كانوا في عصر النبي ﷺ كانوا يتولَّونهم فهم داخلون في جملتهم
﴿أولئك الذين حبطت أعمالهم﴾ بطلت أعمالهم التي يدَّعونها من التَّمسُّك بالتَّوراة وإقامة شرع موسى ﵇ ﴿في الدنيا﴾ لأنَّها لم تحقن دماءَهم وأموالهم ﴿و﴾ في ﴿الآخرة﴾ لأنهم لم يستحقوا بها ثوابًا