أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات . والنسل والذرية تقديم للنفس وتقوية للأمة،
فأتوا حرثكم أنى شئتم وقدموا لأنفسكم .
والتقدمة تكون من النفس استعدادا للغد،
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد . وقد تقدم النبي بالوعيد إنذارا وتبصرة للمتخاصمين،
قال لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد . فهم المستقبل أحد وسائل التقدم.
أما لفظ «أخر» فقد ورد في القرآن الكريم خمسا وعشرين مرة، أقل كما من لفظ التقدم مما يدل على أهمية التقدم على التأخر. كلها أفعال إلا واحدة اسم فعل «المستأخرين» مما يدل على أن التأخر فعل بشري ومسئولية إنسانية. وقد ارتبط بالتقدم (عشر مرات) مما يدل مرة أخرى على اقتران الموضوعين، التقدم والتأخر. وهما للفعل وللأجل وللأفراد وللأمم،
ما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون . وهنا يظهر لفظ سبق بمعنى تقدم مما يدل على أن التقدم سباق ومنافسة.
ولكل فعل وقته ولا يمكن التأجيل كما هو الحال في الصلاة أداء أو قضاء، على الفور أو على التراخي. فالفعل مرهون بالحياة. وللحياة أجل فلا يمكن تأجيل القتال لدرء العدوان،
ربنا لم كتبت علينا القتال لولا أخرتنا إلى أجل قريب . وللدنيا أجل عندما يأتي يوم القيامة في الوقت المحدد،
قل لكم ميعاد يوم لا تستأخرون عنه ساعة .
Unknown page