فوربك لنسألنهم أجمعين . يسأل الصادقين عن صدقهم، والكاذبين عن كذبهم،
ليسأل الصادقين عن صدقهم .
وفي الآخرة لا ينفع التساؤل لأن الوقت قد انقضى، والزمان قد انتهى، والعمر قد ولى،
وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون . وتتكرر الآية أكثر من مرة لبيان عدم جدوى التساؤل بعد فوات الأوان. ولا أمل في الرجوع إلى الدنيا للتساؤل من جديد. فالزمان لا يرجع إلى الوراء،
وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسألون . كما أن التساؤل عن البديهيات لا جدوى منه مثل التساؤل عن قانون الاستحقاق،
فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره . فالجزاء من جنس الأعمال. فلا تساؤل عن أهل الجنة لم هم في الجنة، ولا تساؤل عن أهل النار لم هم في النار،
ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون . فالسؤال عن البديهي تحصيل حاصل،
فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان . وبعد البعث لا يجدي تساؤل،
وكذلك بعثناهم ليتساءلوا بينهم . ومن يعمى عن الأنباء ولا يدري أن القيامة قد قامت فإنه لا يتساءل،
فعميت عليهم الأنباء يومئذ فهم لا يتساءلون . السؤال في الحياة وليس بعد الممات. ففي الحياة إمكانية التغير. وبعد الممات ينقضي كل شيء.
Unknown page