والمرأة هنا محجبة تمام التحجب ، وهي لا تلبس البرقع كما كانت تفعل المرأة المصرية، وإنما تغطي وجهها كله تغطية محكمة فلا ترى الدنيا إلا من وراء السواد، فإن رأيت امرأة سافرة بعض السفور فثق بأنها في الأغلب من بنات إسرائيل، وقد شاع اختلاط الجنسين في المدارس العالية، ولكنه اختلاط محوط بالتحفظ الشديد، وهو على كل حال من طلائع العصر الحديث.
والوجوه في هذه البلاد وجوه مكدودة أرهقها طول النضال فلا تعرف لين الترف إلا في قليل من الأحيان.
وهذا الحكم نسوقه بتحفظ لأننا نرجو أن يكون خلف الستائر كثير من اللؤلؤ المكنون. •••
بغداد! بغداد! أين الحسن الذي أطال في وصفه الشعراء؟ أين عيون المها يا بغداد؟ أين مرابع اللهو، وأين مراتع الفتون؟
أفي الحق أن يفد عليك قلب خافق فلا يجد الأنيس؟
بغداد! كنت أرجو أن أراك أندى من القاهرة وأجمل من باريس، فارفعي الستر قليلا علني أصطبح أو أغتبق بجبينك الوضاح، فإن لم تفعلي فسيطول عليك العتب من شاعر سنتريس.
1
الفصل الرابع
المذاهب الأدبية في مصر
خطبة ألقاها المؤلف في نادي القلم العراقي
Unknown page