بسم الله الرحمن الرحيم
هذا كتاب الحماسة الصغرى، وهو (كتاب الوحشيَّات). وهذا الكتاب اختاره أبو تمام حبيب بن أوس الطائي، ﵀، بعد اختياره كتاب الحماسة الكبرى، ولم يروه، ولكن وُجد بعده مكتوبًا في مسودة بخطه مترجمًا بكتاب (الوحشيات).
1 / 3
باب الحماسة
1 / 5
قال ابن المنتفق الضَّبيْ
نَجَّاكَ جَدٌّ يَفْلِقُ الصَّخْرَ بَعْدَمَا ... أَظَلَّتْكَ خَيْلُ اَلحارثِ بنِ شَريكِ
أَلَمَّتْ بِنَا وَجْهَ النَّهارِ. وقَدْ طَوَتْ ... بِكَ العِيسُ بَطْنَ المُسْتَوَى فَأَرِيكِ
وَلَوْ أَصْبَحَ السَّعْدىُّ قيسٌ بأَرْضِنَا ... لأَضْحَى لِجُلِّ المَالِ غَيْرَ مَليكِ
وقالت عُفَيْرة بنت طرَامَة الكلبيّةْ
تَرَكْنَا الطُّلْسَ مِنْ فَتَيَاتِ قَيْسٍ ... أَيامَي بَعْدَ تَيْسِيرِ الخِضَابِ
1 / 7
وكُنَّ إذَا ذَكَرْنَ حُمَيْدَ كَلْبٍ ... صَقَعْنَ بِرَنَةٍ بَعْدَ اكْتِئَابِ
فَلَمْ أَرَ للمَقَادَةِ كَالعَوَاليِ ... وَلاَ للِثَّأرِ كَالقَوْمِ الغِضَابِ
أَرَاقَ البَحْدَلِيُّ دِمَاَء قَيْسٍ ... وَأَلْصَقَ خَدَّ قَيْسٍ بالتُّرَابِ
وَأَفْلَتَنَا هَجِينُ بنِي سُلَيْمٍ ... يُفِدّى المُهْرَ مِنْ حُبَّ الإيابِ
فَلَوْلاَ اللهُ والمُهْرُ المُفَدَّى ... لأَبْتَ وأنتَ غِرْبالُ الإهابِ
جَعْدَة بن عبد الله الخُزَاعي
ونَحْنُ مَنَعْنَا العَبْدَ إذ صَافَ سَهْمُهُ ... مِنَ القَوْمِ حَتَى خُلِّصَ العَبْدُ سَالِمَا
وقُلْتُ لَهُمْ: يَا قَوْمَنَا إنَّ خَطْبَهُ ... دَقيقٌ وَلكِنْ لَيْس نُسْلِمُ جَارِمَا
1 / 8
وغَيْطَلَةٍ فِيها رِماحٌ وَخِلَّةٌ ... مُقَطَّعَةٌ، أوْسَاطَهَا الدّمُ جَازِمَا
حَبَسْنَا بِهَا إذا ما تَزَيَّلَتْ ... نُقَطّع أوْصَالًا بِها وَمَعَاصِمَا
صَبَرْنا وَلَمْ نَجْزَعْ عَلى كُلِّ شَرْمَحٍ ... طَوِيلِ اليَدَيْنِ لاَ يُقِرُّ المَظَالمِاَ
وكُنَّا إذا مَا اَلحرْبُ شَبَّ وَقَودُهَا ... ضَرَبْنا بأثْمَانِ المَخَاضِ اَلجَماجِمَا
عَمْرُو بن لَلأْي التيميّ، تَيْم اللاتِ
يَا رُبّ مَنْ نُبِغضُ، أذْوَادُنَا ... رُحْنَ عَلَى بَغْضَائِهِ وَاغْتَدَيْنْ
لَوْ يَنْبُتُ المرَعْى عَلَى أنفْهِ لَرُحْنَ مِنْهُ أصُلًا قَدْ أنَيْنَ
1 / 9
قَيْسَبَةُ بن كُلْثُوم الكِنديّ
تَاللهِ لَوْلاَ انكِسَارُ الرُّمْحِ قَدْ عَلِموُا ... مَا وَجَدُونِي ذَلِيلًا كَالَّذِي وَجَدُوا
قَدْ يُخْطَمُ الفَحْلُ قَسْرًا بَعْدَ عِزّتِه ... وَقَدْ يُرَدُّ عَلَى مَكْرُوهِهِ الأَسَدُ
مالك بن عبد الله النَّخَعِيّ
أرَادَ أبو العُرْيَان حَبْسِى، وَأهْلُنَا ... بِأبْيَنَ أقْصَى الأَرْضِ مُمْسًى وَمُصْبَحًا
وَإِنّي لَمِماَّ أنْ تُناخَ مَطِيَّتي ... عَلَى الحَجَةِ اللَّوْثَاءِ حَتَّى تُسَرَّحًا
بِنُجْحٍ، وإمّا يَأْسٍ مُبَيِّنٍ ... سَلَوْتُ به حَاجَاتِ نَفْسِي فأسْمَحَا
1 / 10
الأجْدَعُ الهَمْدَاني
وهَمٍّ قد نَشَلْتُ النَّفْسَ مِنْهُ ... إذا مَا أُفْحِمَ الجَدِلُ الخَلِيقُ
وَأَشْرفتِ الجَحَافِلُ فاسْتَقَلَّتْ ... فُوَيْقَ لِثاتِها وَالقَومُ رُوقُ
وَقَالَ دَليلُهُمْ لَمَّا أَتَاهُمْ: ... بأَعْلَى الخَبْتِ دَاهِيةٌ عَقُوقٌ
وَعَيَّ القَائِلونَ فَلَم يَقُولُوا ... وَقَد بَحّتْ مِنَ الصَّخَبِ الحُلُوقُ
يزيد بن حَبْنَاء، تمِيميّ
ذَرِيني فَأِنّ العَيْشَ لَيْس بِدَائمِ ... وَلاَ تَعْجَلِي باللَّوْمِ يَا أمَّ عَاصِمِ
وَلاَ تَعذُلِينِي فيِ الهَديَّةِ إنَّما ... تَكُونُ الهَدَايا مِنْ فُضُول المَغَانِمِ
1 / 11
الوَقَّاص بنُ عَدِىّ الكِلابيّ
لا يغْرُرْكُمُ مِنَّى رُبَيْعٌ ... فَقَدْ يَنْأَى القَرِينُ عَنِ القَرِينِ
فَما أُمّي بِرُهْمٍ قَدْ عَلِمْتُمْ ... وَلاَ بِالعَامِليَّةِ فأحْذَرُونِي
وَلكِنِّي وُلِدْتُ بِنَجْمِ شَكْسٍ ... لِبَيْضاءِ الذَّوَائِبِحَيْزَبُونِ
يَظَلُّ سَلِيمهُا تَجرِْى عَلَيْهِ ... جُرُوسُ الحَلْىِ مُخْتَلِفَ الشُّؤُونِ
بَشامة المُرِّيّ
أَبْلغْ حُبَاشَةَ أنّى غَيْرُ تَارِكِهِ ... حتَّى أُخَبِّرهُ بَعْضَ الَّذي كَانَا
قَد نَحْبِسُ الحَقَّ حتَّى لاَ يُجَاوِزَنَا ... وَالحقُّ يَحْبِسُنَا فِي حِيْثُ يَلْقَانَا
1 / 12
ضِرَارِ بن فَضَالةَ الأسَدِيّ
ونَاجيةٍ بَعْدَ الكَلالِ بَعَثْتُها ... تَجشَّمُ هُذْلُولًا مِن اللَّيل أَسْوَدَا
لِنُدرِكَ سَعْى الحَضْرَميِّ بن عَامِر ... مُخِبًّا وَرٍِدْفًا تارَةً ومُفرِّدَا
وَقَالوا غَبَنَّاكُم فَقُلْتُ كَذَبْتُمُ ... ذَهَبْتُمْ بأذْوَادٍ وَأَطْلَقْتُ سَيّدَا
النَمِر بنِ تَوْلَبْ
أبْقَى الحَوادِثُ وَالأيَّامُ مِنْ نَمِرٍ ... أَسْبَادَ سَيْفٍ قَدِيمٍ إثْرُهُ بَادٍ
تَظَلُّ تَحفْرُِ عَنْهُ إنْ ضَرَبْتَ بِهِ ... بِعْدَ الذِّرَاعَيْنِ وَالسَّاقَين والهَادِي
1 / 13
رجل من الأَزْدِ
وَمَشْتَانَا أَبيدةُ إنْ سَلِمْنَا ... نَحُلُّ الرَّهْوَ مِنْهُ والصَّعِيدَا
وَيَشْرَبُ مَاءها مَنْ عَاشَ مِنَّا ... وَيَكْسُو تُرْبُهَا المَيْتَ الفَقِيدَا
مَقَّاسٌ العَائِذِيّ
لَئن جَرِبَتْ أخْلاقٌ بَكْرِ بن وَائلٍ ... لَقَدْ جَعَلتْ أخْلاَقُ يَعْصُرَ تَطْبَعُ
تَرَى الشَّيخَ مِنْهُمْ يَمْتَرِي الأَيْرَ بِأسْتِهِ ... كَمَا يْمتَرِيَ الثَّدْي الصّبِيُّ
لِكُلِّ أَنَاسٍ سُلَّمٌ يُرْتَقَى بِهِ ... وَلَيْسَ إلَيْنَ فِي السَّلاَلِيمِ مَطْلَعُ
1 / 14
وَغَائِطُنَا الأَقْصَى حِجَازٌ لِمَنْ بِهِ ... وَكُلُّ حِجَازٍ إنْ هَبَطْنَاهُ بَلْقَعُ
ويَنْفِر مِنَّا كُلُّ وَحْشٍ وَينتْمَِى ... إلى وَحْشِنَا وَحْشُ البِلاَدِ فَيَرْتَعُ
شُتَيْمُ بن عمرٍو البَاهليّ
إنَّ العُقُولَ فَأعْلَمَنَّ أَسِنَّةٌ ... حِدَادُ النَّواحِي أرْهَفَتْهَا الوَقَائِعُ
وَإنَّ امْرَأ فِي النَّاسِ يُعْطِي ظُلاَمةٍ ... وَيَمْنَعُ نِصْفُ الَحقَّ مِنْهُ لَوَاضِعُ
أَفَالْمَوت يخْشَى أثْكَلَ اللهُ أمَّهُ ... أمِ العَيْشَ يَرْجُو نَفْعَهُ وَهْوَ رَاضِعُ
وَيَأكُلُ مَالَمْ يَنْدفِعْ في مَرِيثهِ ... وَيَمْسَحُ أَعْلَى بَطْنِهِ وَهْوَ جَائِعُ
1 / 15
مَعْدَانِ بن عُبَيْد الطائيْ
خَلُّوا اللِوَى وَأسِنَّةً نُصَبتْ [بِهِ] ... إنَّ المتَالِفَ باللّوَى لَكَثِير
إنَّ الفَرَائِضَ لاَفَرَائِضَ فَانْصَرِفْ ... حَتَّى يَقُومَ من العِبَادِ أَميرُ
وله أيضًا
يَا أَيُّهَا السَّاعِي الَّذِي قَدْ أُرْسِلاَ ... قَدْ بَدّلَ اللهُ القِلاصَ بَدَلاَ
كَانَتْ فَرِيضَاتٍ فأَمْسَتْ أَسَلاَ
1 / 16
الكُمَيْتُ بن معروف
خُذُوا الحَقَّ لاَ أُعْطِيكُمُ اليَوْمَ غَيْرَهُ ... وَللْحَقِّ إنْ لَمْ تَقْبَلُوا الحقَّ تَابِعُ
فَلاَ الضَّيْمَ أُعْطيكُمْ مِنَ أجْل وَعِيدِكمْ ... وَلاَ الحقَّ مِنْ بَغْضَائِكُمْ أَنَا مَانِعُ
فلَمْ أَرَ مِثْلَ الحَقِّ يَمْنَعُهُ آمْرُؤٌ ... وَلاَ الضَّيْمَ يَأتِيِهِ امْرؤٌ وَهْو طَاَئِعُ
مَتَى مَا يَكُنْ مَوْلاكَ خَصْمَكَ جَاهِدَا ... تَضِلَّ ويَصْرَعْكَ الَّذينَ تُصَارِعُ
بعض بني عُقَيْل
لَقَدْ شَرِبَتْ مِنَّا عَرَادَةُ مَشْرَبًا ... دَمًا طَيِّبًا يا وَيْحَهَا أَيَّ مَشْرَبِ
دَمًا مِثْلَ مَاءِ المُزْنِ إنْ فَاتَ فَاتَنَا ... حَمِيدًا وَإلاَّ يَنْفَد الدَّهْرُ يُطْلَبُ
سَنصُلىِ بِهَا القَوْمَ الَّذِينَ صَلُوا بِهَا ... وَإلاَّ فَمَعْكودٌ لَنَا أمُّ جُنْدُبِ
1 / 17
أحد بني عُذْرَة
يَا لَيْتَ هَامَةَ قُنْفُذِ بنِ مُخاشِنٍ ... شَهدَتْ مَزَاحِفَ خَيْلِنَا بالأَجْوَلِ
لاَ تَحْسَبَنْ أَنَّا نَسِينَا مُدْرِكًا ... كَلاَّ لَعَمْرِي إنَّنَا لمْ نَفْعلِ
إنَي عَلَى مَا قَدْ عَلِمْتِ وَإنَّنَا ... إِنْسٌ خُلِقْنَا مِنْ لِحَاءِ الجَنْدَلِ
عَمْرُو بن سَلَمَةَ العَبِْدىّ، من كَلْب، ويقال: (عامر)
مَا زِلْتُ أَضْرِبُهُ وَأَنْعَى مَالِكًا ... حَتَّى تركتُ ثِيابَهُ كَاَلخْيعَلِ
وَتَرَكْتُ مُسْنَدَهُ وَمَوْضِعَ رَحْلِهِ ... طَيْرًا تَوقَّعُ حَوْلَهُ كالنزَّلِ
تَجْرِي الدّمَاءُ عَلَى مَحَاسِنِ وَجْهِهِ ... والنَّفْسُ سَاجِمةٌ كماءِ المَفْصَل
الخَيْعَلُ: ضربٌ من الثياب غير مَنْصوحٍ الفرجين تلبسه العرب.
1 / 18
عَبْدُ هِنْد بن زيد التَّغْلبي
أَلا رُبَّ هَمّ قَدْ خَلَوْتُ به وَحْدِي ... شَتِيتٍ فَمِنْهُ مَا أُسِرُّ وما أُبْدِى
فأَمَّا الذَّي أُخْفِى فَلَسْتُ بذَاكِرٍ ... إلى مَنْ أراهُ لا يُبَالي الذَّي عِنْدِي
وَأَمَّا الذَِّي عِنْدِي فبَلِّغْ ولا تَدَعْ ... بَني مَالكِ أنْ قَدْ أُشِئْتُ إلى الجَهْدِ
فَإنَّ السِّنَانَ يَرْكِبُ المَرْءُ حَدَّهُ ... مِن الخِزْي أَوْ يَعْدُوا عَلَى الأسَد الوَرْدِ
فَلاَ أَسْمَعَنْ مِنكُمْ بأَمْرٍ مُنَأْنَأٍ ... ضعِيفٍ وَلاَ تَسْمَعْ بهِ هَامَتي بَعْدِي
وَإنَّ الَّذِي يَنْهَاكمُ عَنْ تَمَامِهَا ... يُنَاغِى نِسَاَء الحَي في طُرَّةِ البُرْدِ
يُعَلَّلُ وَالأَيَّامُ تَنْقُصُ عُمْرَهُ ... كَمَا تَنْقُصُ النَّيرَانُ مِنْ طَرَفِ الزَّنْدِ
فَسِيرُوا بقَلْبِ العَقْرَبِ الآنَ إنَّهُ ... سَوَاءٌ عَلَيْهِ النُّحُوسِ وبالسَّعْدِ
ألاَ ليْتَ شِعْرِي مِنْ بَنىِ الجَوْنِ مَالِكٍ ... إِذَا مِتُّ مَنَْ يحْمِى ذِمَارَهُمُ بَعْدِي
سَأَحْمِيهمُ مَادُمْتُ حَيًّ وَإنْ أَمُتْ ... يَقُومُوا عَلَى قَبرِ امْرِئٍ فَاجعِ الفَقِد
1 / 19
ابن مُفرِّغ، قال: هي للنجاشيّ، وغلط، لأنه ليزيد بن مُفَرِّغ الحميريّ
أبِلغْ لَدَيْكَ بَنِي قَحْطَانَ مَأْلُكَةً ... عَضَّتْ بأيْرِ أَبِيهَا سَادَةٌ اليَمَنِ
أَمْسَى دَعِيُّ زِيادٍ فَقْعَ قَرْقَرَةٍ ... يَا للَعَجَائِبِ يَلْهُو بابنِ ذِي يَزَنِ
وَالأَجْبَهُ بنُ نُمَيْرِ فَوقَ مِفْرَشِه ... يَرْنُو إلى أَحْوَرِ العَيْنَيْن ذِي عُكَنِ
قُومُوا فَقُولُوا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ لنَا ... حَقٌ عَلَيْكَ وَمَنٌ لَيْسَ كالمِنَنِ
فَازْجُرْ دَعِيَّ زِيادٍ عَنْ كَرِيَمتِنَا ... مَاذَا تُريدُ إلى الأحقْادِ والدِّمَنِ
عَطيَّةُ الكلبيّ، وهو مَوْلَى لثابت بن نُعَيْم الجُذَامِيّ
أَبْلغْ بنِي القَيْنِ عَنْ قَيْسٍ مُغَلْغَلةً ... قَوْمِي ومَشْجَعةَ النَّائِي بهَا الوَطنُ
وَدِّي إذا غِبْتُمُ عَنْ نَصْرِ قومِكمُ ... كُنْتُم جَمِيعًا وَأدْنَى دَارِكُمْ عَدَنُ
لَوْ تأْذَنُونَ إلى الدَّاعِي لَكَانَ بِنَا ... يَوْمَ الطِّعَانِ إلى دَاعِيكُمُ أَذَنُِِِ
يَا ثَابتَ بنَ نُعَيْمِ دَعْوةً جَزَعًا ... عَقَّتْ أَبَاهَا وَعَقَّتْ أُمَّها اليَمَنُ
1 / 20
كَمْ مِنْ أخٍ لَكَ أوْ مَوْلَى فُجِعْتَ بهِ ... يَوْمَ الوَقيعَةِ لم يُنْشَرْ له كَفَنُ
وَمِنْ يَمَانِيَّةٍ بَيْضاء مُوجَعَةٍ ... مَا إن يَسُوغُ لَهَا ماءٌ ولا لَبَنُ
مَفْجُوعةٍ بِذَوِي القُرْبَى إذَا ظَمِئَتْ ... رَدَّ الشَّرَابَ عَلَيْها الثُكْلُ والحَزَنُ
يَا ثَابِتَ بْنَ نُعَيْم مَا بِكُمْ ثُؤَرٌ ... أبَعْدَ عامِكَ هَذَا تُطْلَبُ الإحَنُ
بَيِّنْ لَنَا يأمُرِ الجُندَانِ أَمرَهما ... مَاذَا تُريدُ بأنَا مِنْكمُ قَمَنُ
قَدْ طَالَ مَا قَد أرَى أَشْرَافَنا أكَلَتْ ... أَحْسَابَهَا وَتَأتَّيْنَاكَ مُذْ زَمنُ
يَا خَيْرَ منْ طَلَبَ اللهُ الدِّمَاَء بِهِ ... حَاش النَّبيَّ وإن قَالُوا هَنٌ وهَنُ
أَنَائِمٌ أَنَتَ أم مُغْضٍ عَلَى مَضَضٍ ... كَلاَّ وأنْتَ على الأَحْسَابِ مُؤْتَمَنُ
وَتَارِكٌ أنْتَ مَالَ اللهِ يأكلُهُ ... عَيْرُ الجَزيَرةِ والأشْرَافُ تُرْنَهنُ
أَوْ يَهْجَعَنَ سَليمًا في مَنَازِلِهِ ... أو يَأْمَنَنَّ وأهْلُ الخَوْفِ مَ أَمِنُوا
الكَرَوَّسُ الطائيّ
وَقَالَ رِجَالٌ قَدْ غَرِمْتَ غَرَامَةً ... فقُلْتُ كَذَبْتُمْ إنَّمَا أنَا غَانِمُ
1 / 21
أمِيرةُ أَحْظَى عِنْدَنا مِنْ قلاَئِصٍ ... تَعَرَّقُها عَنّا السَّنُونُ العُوَارِمُ
فَلَوْ كُنْتُ خَوَّارَ العَصَا لأطَاحَنِي ... رِجَالُ قُرَيْشٍ دُونَها والدَّرَاهِمُ
الفرزدق
تَرَوَّحْ يَا لَقِيطُ فَإنَّ لَيْلَي ... إلى حَسَبٍ مَبَاءتُهُ مُنيفُِ
وَفِي الأعْيَاصِ أَصْهَارٌ للِيْلَي ... وَفِي قَبْرِ لَهَا صِهْرٌ شَريفُ
مَالك بن حَرِيم بن مالك الهندانِيّ
فَنَحْنُ جَلبْنَ الَخْيلَ مِنْ سَرْوِ حِمْيَرٍ ... إلى أن هبطْنَا أرْضَ نَجْرَان أرْبَعا
فَمَنْ يَأْتِنَا أوْ يَعْتَرِضْ لِطَرِيقنَا ... يَجِدْ أثَرًا نَهْجًا وسَخْلًا مُوضَّعَا
1 / 22
وأَيُّ بَعيرٍ قَامَ عُلِّقَ رَحْلُهُ ... وَإنْ هُو أَنْقَى عَلَّقُوهُ مُقَطَّعَاِِِِِِ
تَرَى الْمُهْرَةَ الرَّوْعَاَء تَنْفَضُ رَأَسَهَا ... كَلاَ لاَ وَأيْنَا والجَوَادَ المُقَزَّعَا
ونَخْلَعُ نَعْلَ العَبْدِ من سُوءِ قَوْدِهِ ... لِكَيْمَا يَكُونَ العَبْدُ للقَوْدِ أَضْرَعَا
وَقَدْ وَعَدُوهُ عُقْبَةً لِيَنَلَهَا ... فَمَا نَالَهَا حَتَّى رَأَى الصُّبْحَ أَدْرَعَا
وَأَكَّلَ عَقْيَبْهِ القَصِيمُ وأَصْبَحَتْ ... أنَامِلُ رِجْلَيْهِ رَواعِفَ دُمَّعَا
طَلَعْنَ هِضابًا ثُمَّ عَالَيْنَ قُنَّةً ... وَجَاوَزْنَ خَبْتًا ثُمَّ أَسْهَلنَ بَلقْعَا
وتَهْدِي بِيَ الخَيْلَ المُغِيرَةَ نَهْدَةٌ ... إذا مَا جَرَتْ صَابَتْ قَوَأئِمُهَا مَعَا
إذَا وَقَعَتْ إحْدَى يَدَيْهَا بثَبْرَةٍ ... تجاوَبُ أَثْنَاءُ الثَّلاَثِ بِدَعْدَعَا
جَعْفَر بن عُلْبَةَ الحارثِي
كَأنَّ العُقَيْليِّينَ يَوْمَ لَقِيتُهُمْ ... فِرَاخُ قَطًا لاَقَيْنَ أَجْدَلَ بَازياَ
فَلَيْسَتْ وَرَائِي حَاجَةٌ غَيرَ أنَّني ... وَدِدْتُ مُعاذًا كَانَ فيمنْ أَتَانِيا
فَتَصْدُقَهُ النفْسُ الكَذُوبُ بَسَالَتِي ... وَيَعْلَمُ بالعَشْواءِ أنْ قَدْ رَآنِيَا
1 / 23
شُتَيْمُ بن خُوَيْلِدٍ الفَزَارِيّ
سَائِلْ عُقَيْلًا عَنَّا وَاخْوَتَهُمْ ... بَنِي نُمَيْرٍ فَفِيهِمُ الخَبَرُ
في أيِّ عِيصٍ وَشَوْكَةٍ وَقعُوا ... وَأَيَّ قَوْمِ بِغِرَّةٍ=وَغَرُوا
وَلَّوْا وَأَرْمَاحُنَا حَقَائِبُهُم ... نُكْرِهُها فِيهِمُ وتَنأطِرُ
زُرْقٌ يُصَيِّحْنَ في المُتُونِ كما ... هاجَ دَجَاجَ المدينةِ السَّحَرُ
ناجية الجَرْميّ
أَلا لَيْتَ هِنْدلً غيرَ أَنْ لاَ يَشُفَّهَا ... رَأَتْنِي وسَعْدًا حِين غَابَ الطَّلاَئعُ
وَلَمَّا عَلاَنِي بالقَطِيعِ عَلَوْتُهُ ... وفَي الكَفَ صَافٍ كَالعَقيقِة قَاطِعُ
يَخِرُّ وَيَكْبُو للِيَدَيْنِ وَتَارَةً ... تَمَسُّ لِحَانَا الأَرْضَ وَالمَوْتُ كَانِعُ
1 / 24