169

Wahm Thawabit

وهم الثوابت: قراءات ودراسات في الفلسفة والنفس

Genres

Gorenstein (1992م) أننا نخطئ إذ نخلط بين مسألة الأساس البيولوجي لزملات مثل الفصام والشخصية الحدية وبين السؤال عما إذا كانت هذه الزملات أمراضا. فإثبات أن لها أساسا بيولوجيا ليس برهانا على أنها أمراض، مثلما أن إثبات وجود أساس بيولوجي للانبساط

Extroversion

ليس برهانا على أنه مرض. ذلك أن صفة «مرض» تنطوي على تقييم اجتماعي بسوء التكيف، وهي مشكلة مختلفة عن مشكلة تقرير ما إذا كان الفصام موجودا. إن ادعاء أن شخصا ما فيه مرض يعني في الحقيقة أن ثمة شيئا ما غير صحيح ويحتاج إلى أن يعالج. والأمراض، شأنها شأن جميع الأنواع العملية، لا يمكن تعريفها بالتمام بالنظر إلى خواصها الباطنة.

ومثال آخر على دور المعايير الخارجية في تعريف الأنواع العملية هو موقف رابطة الطب النفسي الأمريكية إذ أعادت تصنيف الجنسية المثلية من انحراف جنسي باثولوجي إلى تنوع سوي في التوجه الجنسي. فنحن (في الغرب) لا نزال ننظر إلى المثلية كنوع من السلوك له أساس بيولوجي ولكننا لا نراه مرضا سيء التكيف. بل إن المثليين ليتخذون الأساس البيولوجي للمثلية كدليل على أنهم أسوياء. منذ ثلاثين عاما كان كشف أساس بيولوجي قمينا أن يعد تأييدا لوجود حقيقي لمرض ما. ولكن إذا كان المجتمع لا يريد أن يسمي المثلية مرضا يحتاج إلى أن يعالج فإن أساسها الجيني لن يسمى مرضا.

من الاستراتيجيات الواعدة التي اتخذت لإنقاذ نموذج الفئة التصنيفية

Category

التقليدي أن نستبدل بمفهوم «المرض» مفهوم «الاضطراب». يعرف ويكفيلد

Wakefield (1992م) الاضطراب النفسي على أنه «عسر وظيفي ضار». تشير لفظة «ضار» إلى واقعة أن الحالة لها عواقب سلبية على الشخص، تشمل نقصان الهناءة، معرفة بواسطة القيم والمعاني الاجتماعية. ويشير تعبير «عسر وظيفي» إلى واقعة أن شيئا ما غير حسن قد لحق بآلية داخلية، فلم تعد تعمل بالطريقة التي كانت قد صممت لكي تعمل بها.

28

يتماشى تعريف ويكفيلد مع نموذج الفئة التصنيفية التقليدي في أن «فشل التصميم» و«الضرر» هما، مجتمعين، ضروريان وكافيان لتسمية حالة معينة اضطرابا، حيث فشل التصميم هو العملية الباثولوجية التحتية. يعرف ويكفيلد العسر الوظيفي مثلما كان الفلاسفة التوماويون (أتباع توما الأكويني) يعرفون «الشر»، على أنه حرمان-غياب شيء كان ينبغي أن يكون هناك. إنه ليس «كيانا»

Unknown page