غادرت السيدة ويلر المنزل قبيل الظهر، وتوقفت عند النهير كي تستريح قبل أن تصعد التل الطويل. عند حافة الحقل، جلست قبالة ضفة مغطاة بالحشائش، وانتظرت حتى وصول الخيول وهي تسير بتثاقل باتجاه خطوط الأرض الطويلة. رآها كلود وأوقف الخيول.
صاح: «هل من خطب يا أمي؟» «أوه كلا! سآخذك كي تتناول الغداء معي، هذا كل ما في الأمر. لقد اتصلت بإنيد وتحدثت معها بشأن هذا الأمر.» فك رباط الخيول، ونزل مع والدته من التل ومشيا خلف الخيول. وعلى الرغم من أنهما لم يكونا بمفردهما على هذا النحو منذ مدة طويلة، شعرت أنه من الأفضل عدم التحدث في مسائل شخصية. «ذكرني أن أعطيك مقالا يتحدث عن إعدام تلك الممرضة الإنجليزية.»
أجاب بفتور: «إيديث كافل؟ قرأت عن الموضوع. لا شيء يثير الدهشة فيه. ما داموا أغرقوا سفينة لوسيتاينيا، فلن يعجزهم إطلاق الرصاص على ممرضة إنجليزية.»
تمتمت والدته: «يساورني شعور أن هذه القضية مختلفة. إنها تشبه شنق جون براون. أتعجب من قدرتهم على إيجاد جنود لتنفيذ الحكم.» «أوه، أعتقد أن لديهم العديد من هؤلاء الجنود!»
نظرت إليه السيدة ويلر. «لا أعلم إلى متى يمكن أن نظل خارج الحرب، هل تعلم أنت؟ أظن أن جيشنا، حتى لو جرى إرساله، لن يكون له دور كبير في الحرب. يقولون لنا إننا يمكن أن نكون مفيدين أكثر بعملنا في الزراعة والصناعة مما لو شاركنا في الحرب. أرجو فقط ألا يكون هذا حديث حملات انتخابية. أنا لا أثق في الديمقراطيين.»
ضحك كلود. «عجبا، يا أمي، أظن أنه لا توجد مسائل حزبية في ذلك.»
هزت رأسها. «لم أجد حتى الآن أمرا عاما لا ينطوي على مسائل حزبية. حسنا، لا يسعنا إلا أن نقوم بواجبنا حسب ما يملى علينا ونثق في أن الرب سيجزينا خيرا. سينتهي عملك في الخريف بهذا الحقل، أليس كذلك؟» «بلى. سيتوفر لدي الوقت لإنجاز بعض الأعمال في المكان بعدها. سأبني مكانا جيدا لتخزين الثلج، وأكدس منه الذي سأحتاج إليه لهذا الشتاء.» «هل كنت تفكر في السفر إلى لينكن لبعض الوقت؟» «لا أظن ذلك.»
تنهدت السيدة ويلر. كشفت نبرته أنه أدار ظهره لمصادر بهجته القديمة وأصدقائه القدامى. «هل حجزت أنت وإنيد تذاكر لحضور البرنامج التدريبي الذي يعقد في فرانكفورت؟»
أجاب وقد نفد صبره قليلا: «أظن ذلك يا أمي. قلت لها إنها يمكنها حضوره عندما تكون في المدينة يوما ما.»
قالت والدته بمثابرة: «بالطبع، بعض البرامج ليست بالجودة المرجوة، ولكن ينبغي دعمها، وتحقيق أقصى استفادة مما يتاح لنا.»
Unknown page