رد السيد رويس: «الزواج هو آخر شيء نتحدث فيه يا كلود.» جلس مسترخيا في مقعده يشاهد الطريق أمامه وذهنه شارد بشدة، ويبدو أكثر عبوسا وشيبا من المعتاد. ثم أردف فجأة: «تعلم أن إنيد نباتية.»
ابتسم كلود. «لا أظن أمرا كهذا يمكن أن يحدث فرقا بالنسبة إلي يا سيد رويس.»
أومأ الآخر قليلا. «أعلم. في عمرك هذا، تظن أنه لا يحدث فرقا. ولكن تلك الأمور تحدث فرقا بالفعل.» أطبقت شفتاه على السيجار الذي دخن نصفه ولم يفتحهما بعض الوقت.
قال أخيرا: «إنيد فتاة طيبة. على وجه التحديد، عقلها يفوق عقل الفتيات الأخريات. لو كان للسيدة رويس ابنة أخرى في المنزل، لأخذت إنيد للعمل معي في مكتبي. إنها تتمتع بعقل راجح. أعتقد أنها ستدير عملا تجاريا أفضل من إدارتها لمنزل.» لما تلفظ السيد رويس بتلك الكلمات، قلل العبوس الذي كان باديا على وجهه، وأخرج السيجار من فمه ونظر إليه ووضعه مرة أخرى بين أسنانه من دون أن يشعله مرة أخرى.
كان كلود يراقبه مندهشا. وصاح قائلا: «لا غبار على إنيد يا سيد رويس. لم آت كي أسألك عنها. أتيت كي أسألك إن كنت تقبلني زوجا لها. أعلم - كما تعلم أنت - أن إنيد بإمكانها فعل أشياء أفضل من الزواج بي. أنا بالتأكيد لم أحرز نجاحا بارزا حتى في حياتي.»
قال السيد رويس: «ها نحن قد وصلنا. سأترك السيارة تحت شجرة الدردار هذه، ونذهب إلى الطرف الشمالي من الحقل ونلقي نظرة.»
مرا من تحت السياج السلكي وانطلقا على الأرض الوعرة مرورا بحقل به أزهار أرجوانية. اندفعت جماعات من الفراشات الصفراء أمامهما. مشيا بخطوات قافزة مخترقين القشرة النباتية التي حمصتها الشمس وصولا للتربة الناعمة تحتها. أشعل السيد رويس سيجارا جديدا، وبينما كان يرمي عود الثقاب جعل يده تسقط على كتف الشاب. «لم أبرح أحسد والدك. أعجبتني منذ أن كنت صبيا صغيرا، واعتدت أن أسمح لك بالدخول لترى الساقية. وعندما توقفت عن استخدام طاقة المياه وركبت المحرك، قلت لنفسي: «لا يوجد سوى شخص واحد سيأسف على إيقاف استخدام الساقية القديمة، وهو كلود ويلر.»»
قال كلود وهما يمشيان بخطى ثقيلة: «أرجو ألا تعتبرني صغيرا على الزواج.»
اعترض السيد رويس بشدة قائلا: «لا، الأصح والأصوب أن يتزوج الشاب. لا أعترض على الزواج. ولكنك قد تجد بعض المعارضة بسبب رغبة إنيد في العمل في مجال التبشير. لا أعلم شعورها إزاء هذا الأمر الآن. ولا أسأل كذلك. سيسرني أن تخرج هذه الأفكار من رأسها. إنها لا تناسب المرأة على الإطلاق.» «أريد أن أساعدها كي تخرجها من رأسها. وإذا لم تمانع، فأرجو أن أتمكن من إقناع إنيد بالزواج بي هذا الخريف.»
أدار السيد جايسون رويس رأسه نحو رفيقه بسرعة، وتفحص طلعته الساذجة والمفعمة بالأمل للحظة، ثم حاد ببصره عنه عابسا.
Unknown page