اكفهر وجه ماهيلي. وتمتمت: «أظن أنها تعرف. أنا لا أهدر سكر والدتك. ولم أهدر أي شيء قط.» كانت تزيد غرابة حديثها عن المعتاد عندما تغضب.
نزل رالف على سلم القبو وأضاء المصباح، وفتش خزانة الفاكهة. بات متأكدا من عدم وجود خوخ مخلل. لما عاد وبدأ يحزم فاكهته، وقفت ماهيلي تراقبه بعين ماكرة تشبه كثيرا نظرة ذئب براري مقيد بالسلاسل يعرضه صبي لزائريه ويقول إنه لن يهرب منه حتى لو سنحت له الفرصة.
زمجر رالف: «اذهبي إلى عملك. لا تقفي تراقبينني هكذا!»
في ذلك المساء، كان يجلس كلود على منصة طاحونة الهواء بالقرب من الحظيرة، بعد يوم عمل شاق في الحرث من أجل القمح الشتوي. كان يواسي نفسه بتدخين غليونه. وبغض النظر عن مقدار حب والدته له أو مقدار أسفها عليه، فإنها لم يكن بإمكانها قط أن تخبره أن بإمكانه التدخين في المنزل. كانت تلمع الأضواء من غرف الطابق العلوي في المنزل على التل، وتخرج أصوات الغناء الصاخبة من الفونوجراف من النوافذ. كان هناك شخص يسير بخطى حذرة أسفل الممر. ولما كانت الخطوات بطيئة وخفية عرف أن القادم ماهيلي؛ إذ كان مئزرها مرفوعا على رأسها. أتت إليه ولمسته على كتفه بطريقة تعني أنها ستبوح له بسر. «سيد كلود، حزم السيد رالف برميلا من مربى والدتك ومخللاتها كي يأخذها معه.» «لا بأس يا ماهيلي. السيد ويستد أرمل، ولا أظن أن مزرعته بها أي شيء من تلك الأطعمة.»
ترددت ومالت باتجاهه أكثر. «طلب مني الخوخ المخلل الذي أعددته لك، ولكني لم أعطه شيئا. أخفيته في موقدي القديم الذي وضعناه في القبو عندما أحضر السيد رالف موقدا جديدا. كذلك لم أعطه فاكهة والدتك المحفوظة الجديدة. أعطيته ما تبقى من منتجات العام الماضي، وهكذا أصبح لديك أنت ووالدتك الكثير.» ضحك كلود. «أوه، لا يهمني إن أخذ رالف كل الفاكهة الموجودة في المكان، يا ماهيلي!»
تراجعت قليلا وقالت مرتبكة: «كلا، أعلم أنك لا تهتم يا سيد كلود. أعلم أنك لا تهتم.»
لما لمس كلود الإحباط في صوتها، قال في نفسه: «ما كان لي أن أعاملها بذلك الأسلوب الفظ.» نهض وربت على ظهرها. «لا بأس يا ماهيلي. على أي حال، أشكرك على الاحتفاظ بالخوخ لي.»
أشارت إليه بإصبعها محذرة. «لا تخبر أحدا!»
وعدها، وراقبها وهي تعود أدراجها على الممر المتعرج أعلى التل.
14
Unknown page