27

لم تحضر ماهيلي معها أي أغراض لما أتت كي تعيش مع آل ويلر سوى مرتبة محشوة بالريش وثلاثة ألحفة مرقعة ومبطنة بصوف من ظهور شياه فرجينيا، ومغسولة وممشطة يدويا. الألحفة صنعتها أمها العجوز وأعطتها لها مهرا. كل لحاف كان له تصميم ترقيع مختلف عن الآخر؛ الأول بنمط «الكوخ» الشهير، والثاني بنمط «ورقة نبات الغار»، والثالث بنمط «النجم المتوهج». اعتقدت ماهيلي أن اللحاف الأخير رائع جدا بحيث لا يجب استخدامه، وأخبرت السيدة ويلر أنها تحافظ عليه «كي تعطيه للسيد كلود عندما يتزوج».

كانت تنام على مرتبتها المحشوة بالريش في الشتاء، وفي الصيف تضعها في العلية. يمكن الوصول إلى العلية عن طريق سلم، نادرا جدا ما كانت تصعد عليه السيدة ويلر بسبب ضعف ظهرها. كانت ماهيلي ترتب الأشياء بطريقتها الخاصة في العلية، وكثيرا ما تصعد إلى هناك من أجل تهوية أغطية السرير المخزن فيها، أو للنظر إلى الصور الموجودة في أكوام المجلات القديمة. كان يمزح رالف ويطلق على العلية «مكتبة ماهيلي».

ذات يوم بينما كانت الأغراض تحزم إلى المزرعة الموجودة في الغرب، ذهبت السيدة ويلر إلى بداية السلم لتنادي على ماهيلي، ونجت من أن يصاب رأسها بسبب سقوط مرتبة كبيرة محشوة بالريش من باب العلية. وبعد لحظات، نزلت ماهيلي وهي تمسك بدرجات السلم بإحدى يديها، وتمسك بالألحفة الخاصة بها في اليد الأخرى.

قالت السيدة ويلر لاهثة: «عجبا يا ماهيلي. لم يحن الشتاء بعد، فلماذا تحضرين مرتبتك وألحفتك؟»

ردت: «أنا سأستلقي على مرتبتي، وإلا فلن يتبقى لي شيء لأنام عليه. لن أدع السيد رالف يحمل ألحفتي التي حاكتها أمي من أجلي.»

حاولت السيدة ويلر أن تتفاهم معها، ولكن المرأة العجوز حملت أغراضها بين ذراعيها ومشت بتعثر وهي تحملها في الصالة، وظلت تتمتم وتحرك رأسها مثل حصان في وقت انتشار الذباب.

في عصر ذلك اليوم، أحضر رالف برميلا وحزمة من القش إلى المطبخ، وطلب من ماهيلي إحضار بعض الفاكهة المحفوظة والمعلبة لأنه سيحزمها. أطاعته وذهبت إلى القبو، وخلع رالف معطفه، وبدأ في تبطين البرميل بالقش. استغرق بعض الوقت في فعل ذلك، ولكن لم تعد ماهيلي. ذهب إلى رأس سلم القبو وصفر لها ليستدعيها. «أنا آتية، يا سيد رالف، أنا آتية! لا تستعجلني، لا أريد أن أكسر شيئا.»

انتظر رالف بضع دقائق. ثم قال غاضبا: «ما الذي تفعلينه عندك يا ماهيلي؟ لو كنت أنا لأفرغت القبو بالكامل في ذلك الوقت. أظن أنني سأحضرها بنفسي.» «أنا آتية. سيغطى جسدك بالغبار إذا نزلت إلى هنا.» أتت إلى رأس السلم لاهثة وهي تحمل سلة كبيرة مليئة بالجرار، ويداها ووجهها ملطخان بالسواد.

زمجر رالف: «حسنا، لا بد أنه مترب! عليك تنظيف خزانة الفاكهة كل آونة يا ماهيلي. ينبغي أن تتعلمي من السيدة دوسن كيف تعتني بخزانتها. والآن، لنر.» فرز الجرار على الطاولة. «أرجعي مربى العنب. إن كان هناك طعام لا أحبه، فهو مربى العنب. أعلم أن لديك الكثير منها، ولكن لا يمكنك التخلص منها من خلالي. وعندما تصعدين، لا تنسي الخوخ المخلل. قلت لك، على وجه التحديد، الخوخ المخلل!» «ليس لدينا أي خوخ مخلل.» وقفت ماهيلي بالقرب من باب القبو ممسكة بطرف مئزرها إلى ذقنها، وارتسمت على وجهها نظرة عناد غريبة ومخيفة. «لا يوجد خوخ مخلل؟ يا له من هراء يا ماهيلي! رأيتك وأنت تحضرينه هنا، منذ بضعة أسابيع فقط.» «أعلم أنك رأيتني يا سيد رالف، ولكن لا يوجد أي منه الآن. لا حظ لدي مع الخوخ هذه السنة. كان يجب أن أهويه. ولكني أخطأت، واضطررت إلى رميه.»

انزعج رالف بشدة. «لم أسمع عن شيء كهذا من قبل يا ماهيلي! إهمالك يزيد كل سنة عن سابقتها. فكري في إهدارك لكل تلك الفاكهة والسكر! هل أمي على علم بذلك؟»

Unknown page