262

Wahid Fi Suluk

Genres

============================================================

الوحيد في سلوك أهل التوحيد ألف، وتحته سرية لا يمكن كشفها إلا لأهلها، ثم خفف من العشرة إلى اثنين، وأوجبه وتواعده بالعقوبة عن التولي عن ذلك، هذا مع قوله تعالى: وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى} [الأنفال: 17] .

فإن كنت ممن تحققت له السعادة بالولاية فقد آسعدك الله تعالى بمحبته، وأسعد بك كل من تبعك وأحبك؛ إذ محبة الله تعالى محبة نبيه ، ومحبة نبيه محبة وليه، ألا ترى إلى قوله تعالى: قل إن كنثم تحبون الله فاتبغوني يخيبكم الله} [آل عمران: 31]، والأولياء هم الأتباع لرسول الله ، وهم أحباء الله تعالى، وهم ورثه ابيائه، صلوات الله تعالى عليهم وسلامه.

وإن لم تكن منهم فكن من المحبين لهم فقد ورد: ددهم القوم لا يشقى جليسهم(الم.

وقد ورد: ""أنا جليس من ذكرني(2ل، فهم حلساء الله تعالى وأنت جليسهم وهم الذاكرون الله تعالى، والله تعالى يذكرهم وآنت تذكره معهم، وقد قال تعالئ (فاذكروني اذكركم} [البقرة: 152] .

وإياك أن تكون ممن يعترض أو يوذيهم أو يشوش عليهم بقول أو فعل أو ترد على كلامهم بعقلك أو فهمك؛ فإن العقول والفهوم لا تصل إلى مقاصدهم وأسرارهم عند رقم وما هم فيه، وسواء في ذلك بسطهم آو قبضهم واياك أن تقول كما قالت اليهود والتصارى؛ فإفم ادعوا محبة الله تعالى لهم، والحقيقة تنعهم من ذلك، وذلك آتك تفعل ما يخالف، والخلاف حقيقة البعد والحجاب، والحجاب حقيقة الموت والعذاب، فكيف يكون المحبوب معذبا مع من يحيه؟

قال الله تعالى وقالت اليهوذ والنصارى نحن ابناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل آنتم بشر ممن خلق يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء (المائدة: 18]، لأن المحب لا يعذب المحبوب.

(1) رواه ابن أبي عاصم في المذكر والتذكير (ص56)، وابن حبان (139/3)، وأبو نعيم (117/8).

(2) رواه ابن أبي شيبة في مصنفه (108/1)، والبيهقي في الشعب (451/1) .

Page 262