============================================================
الوحيد في سلوك أهل التوحيد وصحبه أيضا الشيخ محد الدين بن الفقيه نصر، وحكى لي الشيخ ناصر الدين، رحمه الله تعالى - عن فتح الدين بن الفقيه نصر أحوالا جليلة نالها على يد الشيخ ولي وقد كان فتح الدين معه شيء من الدنيا ولم يمنعه ذلك عن ما وصل إليه، وإنما يخشى من الدنيا إذا كانت في القلب، أما إذا كانت في اليد ولم تكن في القلب فلم يضر ذلك.
وما أخبرني به ناصر الدين رحمه الله تعالى = أن فتح الدين قيل له: ما تريد؟ أو ما تخاف؟ فقال: ذنوي فقيل قد غفرناها لك وإها محيت.
وذكر لي عنه أمورا عظيمة لم تحضري في هذا الوقت لبعد الزمان، وكان للشيخ ولي أحوال جحليلة؛ ولذلك صحبته العلماء.
الشيخ باد الكردي ظهر من الأكراد جماعة منهم الشيخ باد الكردي كان جليل القدر مع أنه أمي ولأن سلامة الصدور وسخاوة النفوس، وعدم الحظوظ علامة صحيحة لمسارعة العطاء والفتح.
ذكر الشيخ عبد العزيز أن باد الكردي نزل عند أمير من الأمراء الأكراد، فلما أصبح وركب خرحت زوجة ذلك الأمير ومسكت مقود الدابة وقالت للشيخ: يا سيدي، أنا زوجة هذا الأمير الذي كنت عنده، وله زوجة غيري ولها منه أولاد وهي تعايرني وتقول لي كالمكرية: إذا مات لا تنالي إلا صداقك، وأنا أولاده مني أرثه وجميع ماله فقال لهاء وما تريدين؟ قالت: أريد ولذا فقال لهاء هاتي حقه قال: فخلعت أو نزعت من يدها سوارا فقال لهاء ما تحبلي هذا إلا بنثا فقالت: يا سيدي، وأنت تبيع الغلمان؟ قال: نعم فنزعت السوار الثاني :فأعطاها الشيخ للخادم أو قال: أعطهما للخادم، وكشف باد رأسه ووضع كوفيته على إكاف دابته ورفع رأسه إلى السماء وقال: اللهم يا رب، عبدك باد كردي ما يعرف شيئا، يا رب اعط هذه المرأة ولدا ذكرا يكون في يده إصبعا زائدة، قال: فمرت المرأة وحملت، ولما تكامل الحمل ولدت ولدا ذكرا في يده سته أصابع كما ذكر باد، فكان الناس يأتون من البلاد ليتبركوا بذلك الإصبع
Page 211