============================================================
الوحيد في سلوك أهل التوحيد فقال له الفقير: أي سيدي نريد لذلك دليلا فقال: أي ولدي، الدليل على ذلك قوله تعالى: وإن من شيء إلأ يسبح بحمده ولكن لأ تفقهون تشبيحهم إنه كان حليما غفورا} [الإسراء:44].
وحكى الشيخ عبد العزيز رحمه الله تعالى- عن فقير كان صحب الشيخ حسن الطندباي، والشيخ من أصحاب سيدي أبي الفتح الواسطي، قال: كان الشتاء وكنت صحبة الشيخ، فدخلنا في مكان أو مخزن وقفل علينا وكان الشيخ عليه ثوب واحد والبرد شديد، والشيخ جالس مستنذا إلى حائط أو ركن وكان على ثوبان جديدان، عملتهما لي أمي، وكان أحدهما أجد من الآخر، فقلت في نفسي أدفع للشيخ الثوب الواحد، فلم أسمح إلا بالذي هو دون الجديد.
فخلعته إلى آن وصل إلى رأسي فلم تسمح نفسي به، فرجعت أدخلته في عنقي ولبسته ورقدت.
فلما كان الصبح قمت فلم أجده يعني الثوب- والباب مقفول والشيخ جالس على حالته قال: فقمت واستغفرت الله تعالى، فقال الشيخ: ما بالك؟ فقلت: يا سيدي، أنا أستغفر الله تعالى، فمسك أذي وفركها وقال: لا ترجع تنوي نية وترجع عنها فقلت: يا سيدي أين الثوب؟ فقال: أعدمه الله تعالى.
ومما حكاه الشيخ عبد العزيز رحمه الله تعالى- قال: أخبري عمرو الجنون وكان من أصحاب الشيخ أبي الفتح، قال: كنت واقفا أسكب الماء على الشيخ عبد الله البلتاجي وهو يتوضأ، وإذا بشخص طائر في الهواع فقلت له ما أقل أدبك تطير على راس البلتاجي؟ قال الشيخء ما بالك يا عمرو؟ فقلت: شخص قليل العقل طائر في الهواء، فرفع رأسه ونظر إليه.
فلما كان بعد أيام، قال لي الشيخ: يا عمرو قلت: لبيك قال: رح إلى المحلة فإن الطنبعا واليها، وذلك الشخص الذي رأيته طائرا في الهواء قد صار رقاصا بين يديه، قال عمروء فرحت إلى المحلة لأجده واقفا مشدود الوسط والعصا بيده فقلت له: إيش هذا وإيش ذلك؟ فقال لي: سمعكم يا فقراء، قلت له: لا والله، بل أسأت أدبك على أولياء الله تعالى.
Page 191