139

Wahid Fi Suluk

Genres

============================================================

10 الوحيد في سلوك أهل التوحيد رقبة المغنية المذكورة ورماها البحر، ولقد رأيت أنا الأمير معين الدين وهو ماسك أخاه عز الدين، وهو خارج به إلى البحر يغرقه بسببها، والعربان خلفه إلى آن شفعوا فيه فتركه، وعجائب الشيخ أبي العباس كثيرة وأما كشفه واطلاعه وإخباراته فما تحصرها الكتب ونحن نذكر منها نبذة يسيرة، مع طول المدة وحدوث الشواغل عن الاستحضار، ولقد أخبرني الشيخ علم الدين بن نوح بن الشيخ يوسف بن إدريس عن الشيخ أبي العباس أنه قال: لي نظرتين، أنظر ما كذا وما كذا، ويشير إلى المشرق والمغرب.

ومن عجائبه أن قاضي عيذاب شرف الدين محمد بن مسلم والشيخ هاء الدين ابن سيد الكل القفطي، وجماعة عند الشيخ هاء الدين في منزله بمدينة قوص وأنا مترد3 هل كنث حاضرا أم لا؟ لطول المدة، والحكاية بين الجماعة مشهورة فذكر قاضي عيذاب كرامات الشيخ أبي العباس فقال الشيخ هاء الدين: دعنا من هذا الكلام أو كلام هذا معناه فقال له قاضي عيذاب: ما أشر عليك فإنك صاحبي، فقال الشيخ هاء الدين: إن كان رجلا صالحا يجيء إلينا الساعة فلم نشعر إلا وقائك يقول: نعم، قالواء نعم فدخل الشيخ أبو العباس فقال: سلام عليكم فحصل للجماعة وجمة عن ر3 السلام وهيبة فقال: بحياتي شتموني كثيرا جعلكم الله تعالى في حله وخرج فربما قال الشيخ هاء الدين: هذه مصادر، وهذه الحكاية تحتاج إلى بيان حسبة على من لا يعلم أحوال أهل هذا الشأن حتى لا يعتقد أن الصالحين يختارون أن يعرفوا أو يعرف الناس أغم صالحون أو يريدوا المنزلة بذلك في صدور الناس، وليس كذلك فإن ذلك لو وقع حصل الحجاب، وامتنع الكشف، وكان الحظ يرفع حكم العمة ويبدل النعمة بالنقمة ويقع الخسران، ويستولي الحرمان، نعوذ بالله تعالى من هذه الحال، تفاوت التوم في اللاحوال وإنما القوم متفاوتون في الأحوال، فتارة تظهر تلك الكراماث من غير اعتماد ولا اختيار ولا سابق علم لهم، وتارة تكون عن كشفي واطلاع وعلم محقق، لكن عن أمر أمروا به أو أذن لهم فيه، والإذن تارة يطلعون على المراد فيه والحكم فيه، وما يئول إليه إما في دفع مضرة أو إيجاد راحة أو إقامة حجة لله تعالى على كائن من كان أو جذب

Page 139