============================================================
130 الوحيد في سلوك أهل التوحيد ماء وقطعت عن نفسي خبره، فوجدته كما ذكر في الوهم، ومنهم من يشرب ولا يأكل، وقد ذكر أن أبا العباس المزني أقام بمكة- شرفها الله تعالى ست سنين لم يدخلك جوفه سوى ماء زمزم، وربا عليه الشحم واللحم، ولم يحك بينه وبين السماء والأرض حائان.
والسالكون متفاوتون في خلو ديار العادات من كل نوع وجحنس، وليس مقصودنا الآن الاستقصاء، وقوله تعالى: يبتفون فضلا من الله ورضوانا وينصرون اللة ورسوله أوليك هم الصادقون} [الحشر: 8].
ينافي طلب الفضل من المال والجاه والمعاوضة؛ لأفم خرجوا عن الديار والأموال ابتغاء الفضل من الله تعالى والرضوان، فالفضل والرضوان يبتغونه من الله تعالى بحسب ازهم عده، وبالعما اء السابق منه في تشام وخلقق ماء (أغطى كل شيء خلقه ثم هدى} [طه: 50].
ومنهم من يبتغي القرب والشهود والرضا والرضوان، ومنهم من يبتغي الحبة للاجتباء والاختصاص والاصطفاء، و بوضوع عشاء الآخرة من يبتغي الموهبة الإرادية والرتبة العلية في محل الصديقية.
ومنهم من يبتغي القيام بالصفة الأمرية وبالخلافة القيومية والانتصارة المحمدية.
ومنهم من يبتغي رفع المراتب الحسية والمعنوية.
ومنهم من يبتغى الاختيارات من العلمية والعملية، فيكون مع الله تعالى، على ما يراد منه في كل الأشياء بحقائق الرضا والقيام بصفة الوفاء، وشرح ما في الآية على حقائق فضل الله تعالى ورضوانه، لا تسعه العبارة، ولا تفي به الإشارة، وإنما ذلك بحسب كال سالك، ووصفهم بأفم ينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون، والله تعالى هو الناصر لهم وأطلق ذلك عليهم محازا لنصرقم للحق عند غلبة الباطل، وأجراه على أيديهم وألسنتهم، ونصرته لرسول الله لذلك باتباعهم له، وطلبهم الناس، ودعوقم لتبعيته قولا وفعلا، ومعاداة من عاداك، وموالاة من والاه، والذت عن دينه بالسيف والمال والنفس والأقوال والأفعال، فنصرة الله تعالى هي نصرة دينه ونصرة رسوله .
Page 120