============================================================
الوحيد في سلوك أهل التوحيد التوجهات، وهي مفتاح حقائق القلوب، وترقي السالكين إلى عوالم الغيوب، وإنما أردنا
أن نشير إلى ما أشار به الشيخ لأصحابه خشية من أن يعترض معترض أو ينكر منكر من غير علم، وقد قلت: ألا أيها اللاحي على الحب والهوى ثكليك من لاح يلوخ على الحب اتلحى ولا تلحى على التارك الهوى وترك الهوى عندي عظيةم من الذنب وتنكز أحوال المحبين جهرة ولا في الهوى عيث ولا فيه من عيب كانك لم تسمع بما صنع الهوى ولم تدر ما بعد الديار من القرب ومما حكاه لي الفقيه جمال الدين محمد بن سدوس نفع الله تعالى به قال: كنت أدخل على الشيخ أبي يحيى فأجده كالملك والناس بين يديه لا ينطقون كأن الطير على رعوسهم ويكون عندي سؤال في نفسي فيتكلم الشيخ أبو يحيى قدس الله تعالى روحه ويقول: جرى لأحد أصحابي كذا وكذا أو فعل كذا وكذا فأجد الجواب من غير أن يعلم أحده وجيت شيخي يوما فوجدته مشغولا مع العيال فقال خادمي: تروح إلى الشيخ الحسن لعل بحد حاجتنا عنده قال: فمضينا على الشيخ الحسن قدس الله تعالى روحه- فما وجدت الحال التي أعهدها من الشيخ آبي يحيى، ولا النظام الذي أعرفه من الفقراء الذين عنده ولا أحوالهم في آداهم معه، وذكر ذكرا خفيا وقدمني للصلاة فخرحت من عنده وأنا في ألم منه - أو قال كلمة شذت عني- قال: فحلفت ألا أفتح لخادمي ثلاثة أيام لكونه ضيع على ذلك النهار.
قال: فنمت تلك الليلة فرأيت في المنام كأن ملكا نزل إلى قنا، ومعه جية ونار، وقائل يقول: من لم يدخل الجنة أدخلته النار فقلت والجنة لمن؟ قال: للحسن ابن عبد الرحيم، قال: ففكرت في نفسي أو قلت في نفسي: أنا أسأت به الظن كيف أعمل؟ ثم قلت: إن الفقراء إذا أذنب أحد واستغفر قبلوه، فأنا أروح وأستغفر.
قال فتوجهت إليه، فوجدته على منبر والناس دونه فدنوت منه، ولم آخبره بما جرى مني في حقه، بل سألته الجنة؟ فأعطايي مفاتيحها وقال لي: هي لك إن شئت أن
Page 103