فتسللت عند فجر،
نائم حالم أسير،
وتهاديت حول قلبي؛
ذلك العاشق الصغير،
فتأسى ولم يغالب
حبه الصامت الكسير!
ارحمي الأرض يا منى،
من لظى رقة الأثير!
وكنت كتبت القصيدة في القطار وأنا عائد إلى القاهرة، هي والقصيدة الأخرى المصاحبة لها، التي تعتبر أقرب إلى روح الفكاهة من روح الشعر الجاد، وهي التي لم أخجل من إطلاع الآخرين عليها، وكان من عواقبها اتهامي بأنني بارد المشاعر؛ لأنني أحس بعقلي لا بقلبي، وهو اتهام كنت أضحك منه، وربما كان وراء ذلك ضيقي بالخروج مع الفتيات؛ إذ كان حديثي في اللغة والأدب لا يروق لهن، ولم يكن لدي من الأحاديث ما يكفي لقطع الساعات الطويلة تحت ظلال الأشجار أو على شط النيل، وقد أكدت ذلك حادثة فريدة؛ إذ لاحظت إحدى زميلاتي في فريق التمثيل واسمها فاطمة عمارة أنني لا صاحبة لي، على عكس جميع من يشاركونني جلسات بوفيه كلية الآداب (سمير سرحان + نبيلة عقل، ووحيد النقاش + ليليان حنا ... إلخ)، فطلبت مني الخروج مع فتاة من كلية التجارة رأت أنها تحقق مطالبي في «الفتاة المثالية» من طول وشقرة وخضرة عيون! وبعد أن تعارفنا وخرجنا معا مرة أو مرتين، بدأت الجميلة تتحدث عن المستقبل! أما أنا فكنت مشغولا بكتاب أتولى ترجمته بنفسي هو «الرجل الأبيض في مفترق الطرق»، وأريد من أملي عليه الترجمة، وعرضت الجميلة أن أملي عليها ما أريد، ففعلت وفرحت، وفي آخر أول جلسة قالت: «تستطيع أن تعتمد علي في عملك.» وانطلقت ترسم صورة وردية للعش الذي سوف تساعدني فيه! وكان ذكر «العش» كفيلا بوضع حد للعلاقة، وعدت للكتابة بنفسي، وأمري إلى الله.
أما الأبيات الأخرى فهي:
Unknown page