238

Wafa Bi Ahwal Mustafa

الوفا بأحوال المصطفى

Investigator

مصطفى عبد القادر عطا

Publisher

دار الكتب العلمية

Edition Number

الأولى

Publication Year

1408هـ-1988م

Publisher Location

بيروت / لبنان

عن أنس قال : كان أهل بيت من الأنصار لهم جمل يسنون عليه ، وإن الجمل استصعب عليهم فمنعهم ظهره ، فجاؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكوا إليه استصعابه ، وقالوا : قد عطش الزرع . | فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه : ( قوموا ) . | فقاموا فدخلوا الحائط والجمل في ناحيته . فمشى النبي صلى الله عليه وسلم نحوه فقالت الأنصارية : إنه يا نبي الله قد صار مثل الكلب ، وإنا نخاف عليك صولته . | فقال : ( ليس علي منه بأس ) . | فلما نظر الجمل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل نحوه حتى خر ساجدا بين يديه ، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بناصيته أذل ما كان حتى أدخله في العمل . | فقال له أصحابه : يا نبي الله ، هذا بهيمة لا يعقل يسجد لك ، ونحن نعقل فنحن أحق أن نسجد لك . | قال : ( لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر ، ولو صلح أن يسجد بشر لبشر ؛ لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها ) .

عن جابر بن عبدالله قال : أقبلنا مع النبي صلى الله عليه وسلم من سفر حتى إذا دفعنا إلى حائط من حيطان الأنصار ، وإذا فيه جمل لا يدخل الحائط أحد إلا شد عليه . | قال : فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم ، فجاء حتى أتى الحائط ، فرغا البعير وجاء واضعا شفره إلى الأرض ، حتى برك بين يديه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( هاتوا خطاما ) فخطمه ، ودفعه إلى صاحبه . | قال : ثم التفت إلى الناس فقال : ( إنه ليس شيء بين السماء والأرض إلا يعلم أني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا عاصي الجن والإنس ) .

Page 304