Wadi Natrun
وادي النطرون: ورهبانه وأديرته ومختصر تاريخ البطاركة
Genres
وبعد اقامته بضعة أيام حدثت مشاغبات من أعضاء المجلس الملي وأصروا على استمرار انتخابهم لباقي مدة الخمس السنوات كنص اللائحة. وبعد أخذ ورد اتفق الرأي على ايقاف المجلس الملي المذكور. وان ينتخب غبطة البطريرك لجنة من أربعة من كبار رجال الطائفة المعروفين تحت رياسته لتدير شؤون الطائفة. وقد تم ذلك وانتخب أصحاب العزة قليني بك فهمي (باشا الآن) وحنا بك باخوم وباسيلي بك تادرس ووهبه بك شلبي. وصدر الامر العالي بتاريخ 17 يونيه سنة 1893 باعتماد هذه الجنة. واعلن هذا الامر بواسطة الداخلية لغبطة البطريرك بتاريخ 18 منه. وباشرت اللجنة عملها.
واول عمل قررته انشاء مدرسة اكليريكية لتعليم الرهبان وتوحيد عموم الاوقاف بديوان البطركخانة. ثم انتخب مجلس روحي مؤلف من حضرات القمامصة تادرس حنا وتادرس شنوده وميخائيل الشبلنجي وكيل وقف القدس ومرقس خادم كنيسة حارة زويله للنظر في الامور الدينية. وقد باشر هذا المجلس اعماله من جهة القضايا التي كانت متراكمة وأجرى البت فيها. وقرر منع تجوال القسوس بالقرى والمدن وعدم رسامة أحد منهم إلا اذا توافرت فيه الشروط المطلوبة إلى غير ذلك من الاعمال المفيدة للطائفة.
واستمر الحال على هذا المنوال إلى أن أعيد تجديد انتخاب المجلس الملي. وفي اثناء ذلك حصلت تغييرات وتحويرات باللائحة المذكورة في سني 1908 و1912 و1927 و1928م. وما زالت هذه اللائحة محلا للاعتراضات والمناواشات بين بعض رجال الطائفة والاكليروس إلى يومنا هذا.
وقد كان هذا البطريرك مشهورا بين ابناء الطائفة بالتواضع والصلاح. (113) الأنبا يوأنس البطريرك الحالي
أصله من بلدة دير تاسا التابعة لمركز البداري بمديرية أسيوط. تخرج من دير البراموس. وكان ميلاده في سنة 1571ش (سنة 1855م/1271ه). وسيم راهبا في سنة 1592ش (سنة 1876م/1293ه). ولما آنس فيه رؤساؤه الذكاء والاستقامة والطاعة سيم قسيسا. ولم تمض عليه ثلاث سنوات حتى رقي قمصا فرئيسا لدير البراموس في سنة 1594ش. (سنة 1878م/سنة1295ه). ولما خلا كرسي مطرانية الاسكندرية والبحيرة انتخبه الشعب مطرانا لهذا الكرسي في شهر برمهات سنة 1603ش. (مارس سنة 1887م/جمادى الثانية 1304ه).
وبعد وفاة الأنبا يوأنس مطران المنوفية في ذاك الوقت قد زكاه شعب المنوفية وضمت اليه هذه الابروشية أيضا في سنة 1610ش. (سنة 1894م/سنة1311ه). وصار مطرانا للبحيرة والمنوفية والاسكندرية ووكيلا للكرازة المرقسية باسكندرية. وقد اقام في هذا الكرسي حوالي أربعين سنة ثم انتخب بطريركا في 7 كيهك سنة 1645ش. (16 ديسمبر سنة 1928م/3 رجب سنة 1347ه).
وعندما تولى رئاسة دير البراموس كان لهذا الدير 87 فدانا ببلاد المنوفية من الاطيان المتوسطة. فوجه التفاته لتحسينها واستغلالها وتدبير ريعها وشراء اطيان من فائض هذا الريع سنة فسنة حتى بلغ ما يملكه الدير 275 فدانا من أجود الاطيان بالمنوفية. وبنى لها عزبة بناحية طوخ النصارى وأقام فيها كنيسة كبيرة ودارا لائقة للزائرين والمترددين. وعلاوة على ذلك فانه اشترى من ماله الخاص 26 فدانا وقفها لهذا الدير ليصرف ريعها على حاجات رهبانه.
وكان أول اعماله بمطرانية الاسكندرية انشاء مدرسة لتعليم الرهبان قد تخرج منها كثيرون من القساوسة والاساقفة. وأرسل من طلبتها بعثة إلى اثينا لدراسة اللاهوت على نفقته الخاصة. نذكر منهم المرحوم الانبا لوكاس مطران قنا والانبا يوساب مطران جرجا.
وفي أول عهده بالمطرانية كان ايراد أوقاف الاسكندرية لا يزيد عن 1500 جنيه سنويا ولكن بحسن تصرفه ومعاونة حضرات اعضاء المجلس الملي له قد تحسن ايراد الوقف سنة فسنة بفضل ما شيده من العمارات والتجديدات لحساب الوقف حتى بلغ ايراده الآن ما يزيد على 15000 جنيه سنويا.
ومما يغبط عليه ما بذله من العناية والمعاضدة لحضرات اعضاء المجلس الملي لترقية المدارس القبطية المرقسية حتى اصبحت من المدارس الابتدائية والثانوية الكبرى بالثغر إذ بلغ ما ينفقه الوقف سنويا من ماله لادراة هذه المدارس من 4000 جنيه إلى 5000 جنيه علاوة على ايرادها والاعانات التي تصرفها لها وزارة المعارف. هذا فضلا عن التجديدات والتحسينات التي اجراها بالكاتدرائية المرقسية ومشتملاتها.
Unknown page