ردت لطافته وحدة ذهنه
وحش اللغات أوانسا بخطابه
والنحل يجني المر من نور الربى
فيصير شهدا في طريق رضابه
ثم يكون من آثاره ترجمته القوية الرائعة لشكسبير، وديوانه «الشفق الباكي» في أكثر من ألف صفحة جياشة بشتى العواطف والإحساسات، حافلة بالدراسات الأدبية القيمة، ونراه يثبت في كتبه آراء خصومه كما يثبت آراء المعجبين به على السواء، ويدعو إلى النقد الحر المستقل ويحترمه شاكرا، وهي خلة لم نكد نراها في سواه من أدباء هذا العصر الذين يحقدون على كل من خالف لهم رأيا، أو أظهر فيهم عيبا واحدا!!!
2
تلك بعض حسنات أبي شادي الذي يمثل لنا أدب الثقافة العالية والحياة القوية، كما يمثل لنا روح العلم وحب البحث والاستقصاء، نسجلها بإيجاز حقائق ناطقة لا مجال للإسراف والغلو فيها، وهي حسنات يذكرها له الأدب وتاريخ اللغة وتاريخ النهضة العلمية معا، ولقد كنا نحسب من المغالاة ما روي لنا عن أن الشعر كان أيسر أدوات ابن الرومي حتى رأينا إنتاج أبي شادي المتنوع علما وأدبا، واختبرنا تفننه في ذلك؛ فآمنا بصدق تلك الرواية، واتخذنا من عبقرية أبي شادي المتعددة النواحي قرينة أو برهانا على صحة نظيرتها عند ابن الرومي.
صورة فنية كاريكاتورية بديعة من رسم الاستاذ «فريدون» تمثل مناحى عبقرية «أبي شادي» الأدبية العلمية. (1) شعره ورأيه في الشعر والشاعر
يرى «أبو شادي» أنه لا بد للشاعر المتعالي من رسالة سامية يؤديها، وأنه لا كمال للشعر في أن يكون ذاتيا “subjective”
فقط، ولا في أن يكون موضوعيا “objective”
Unknown page