226

Wabil Sayyib

الوابل الصيب - الكتاب العربي

Investigator

عبد الرحمن بن حسن بن قائد

Publisher

دار عطاءات العلم (الرياض)

Edition Number

الخامسة

Publication Year

١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)

Publisher Location

دار ابن حزم (بيروت)

رسول الله، وما رِياضُ الجنّة؟ قال: "مَجَالسُ الذِّكْر"، ثم قال: "اغْدُوا ورُوحُوا واذْكُروا، فمَنْ كان يُحِبُّ أنْ يعلم منزلَته عندَ الله تعالى فَلينْظُر كيفَ منزلةُ الله تعالى عنده؛ فإن الله تعالى يُنْزِلُ العبد منه حيث أنزلَهُ من نفسه" (^١). الثانية والخمسون: أن مجالسَ الذكر مجالسُ الملائكة، فليس مِنْ مجالس الدنيا لهم مجلس إلا مجلس يُذْكَرُ الله تعالى فيه، كما أخرجا في "الصحيحين" من حديث الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: "إنَّ للهِ مَلَائِكَةً فُضُلًا عن كُتَّاب الناس، يَطُوفُون في الطُّرُقِ، يَلْتَمِسُون أهْل الذِّكْرِ، فإذا وَجَدُوا قَوْمًا يَذْكرون الله تعالى تنادَوْا: هَلمُّوا إلى حاجَتِكُم. قال: فيَحُفُّونَهُم بأجْنِحَتِهم إلى السَّمَاء الدُّنْيَا، قال: فيسألُهم ربُّهم تعالى -وهو أعلم بهم-: ما يَقُولُ عِبَادي؟ قال: يقولون: يسَبِّحُونَكَ ويُكَبِّرونَكَ، ويَحْمَدُونَك، ويُمَجِّدُونَكَ. قال: فيقول: هل رَأوْني؟ قال: فيقولون: لا والله ما رَأوْك.

(^١) أخرجه عبد بن حميد في "مسنده" (١١٠٥ - منتخبه)، وأبو يعلى في "مسنده" (٣/ ٣٩٠ - ٣٩١)، و(٤/ ١٠٦)، والحاكم (١/ ٤٩٤ - ٤٩٥) وغيرهم بإسنادٍ فيه ضعف. وصحّحه الحاكم، فتعقبه الذهبيُّ بقوله: "عمرُ ضعيف"، يريد: عمر بن عبد الله مولى غفرة، وقد أورد ابن حبّان حديثه هذا في ترجمته من "المجروحين" (٢/ ٨١) مستدلًّا به على ضعفه. وحسّنه المنذري في "الترغيب والترهيب" (٢/ ٣٨٢)، ولعلّه لشواهده. وانظر ما تقدم (ص: ٨٧).

1 / 175