32

Wa Muhammadah In Shaniak Hu Al-Abtar

وا محمداه إن شانئك هو الأبتر

Publisher

دار العفاني

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

Publisher Location

مصر

Genres

أو تركيب كتركيب الماسِ في مَنْجَمِه، أوْ صفةٍ كصفةِ الذهب في عِرْقه. * سبحان من رفع قَدْرَ رسولِ الله ﷺ فقال: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ [الأنبياء: ١٠٧]: ° "هو رحمةٌ للإنسان، إذ عَلَّمه الرحمن، وسَكَب في قلبه نورَ الإيمان، ودَلَّه على طريق الجِنان. - هو رحمةٌ للشيخ الكبير، إذ سهَّل له العبادة، وأرشده لحُسنِ الخاتمة، وأيقظه لتدارُكِ العمرِ واغتنامِ بقية الأيام. - هو رحمةٌ للشاب، إذ هداه إلى أجملِ أعمالِ الفُتُوَّة وأكملِ خِصال الصِّبا، فوجَّه طاقتَه لأنبلِ السجايا وأجلِّ الأخلاق. - وهو رحمةٌ للطفل، إذ سقاه مع لَبَنِ أُمِّه دِينَ الفطرة، وأسمعه ساعةَ المَولِدِ أذانَ التوحيد، وألبَسَه في عهدِ الطفولة حُلَّةَ الإِيمان. - وهو رحمةٌ للمرأة، إذْ أنصفَها في عالَم الظلم، وحَفِظ حقَّها في دنيا الجَوْر، وصان جانبَها في مهرجانِ الحياة، وحَفِقالها عفافَها وشَرَفها ومُستقبلها، فعاش أبًا للمرأة وزوجًا وأخًا ومُربيًا. - وهو رحمةٌ للوُلاة والحُكَّام، إذْ وضع لهم ميزانَ العدالة، وحَذَّرهم من مَتَالِفِ الجَور والتعسُّف، وحَدَّ لهم حدودَ التبجيل والاحترام والطاعة في طاعةِ الله ورسوله. - وهو رحمةٌ للرعِيَّة، إذْ وقف مدافعًا عن حقوقها، مُحرِّمًا الحيفَ، ناهيًا عن السَّلب والنَّهْب والسَّفك والابتزاز والاضطهاد والاستبداد" (^١).

(^١) "محمد ﷺ كأنك تراه" لعائض القرني (ص ١٠٦ - ١٠٧) - طبع دار ابن حزم.

1 / 37