282

Wa Muhammadah In Shaniak Hu Al-Abtar

وا محمداه إن شانئك هو الأبتر

Publisher

دار العفاني

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

Publisher Location

مصر

Genres

فأخذوا الصَّحيفةَ التي تحمل دعوتَهم إلى التوحيد، فغَسَلوها من الحِبر، ثم رَقَّعوا بها استْ دلوٍ لَهُم، وأبَوا أن يجيبوا الرسول ﷺ إلى ما دعاهم إليه، فأنكرت امرأةٌ عاقلة منهم ما فعلوا بكتاب الرسول ﷺ وهي أمّ حبيبٍ بنتُ عامرِ بنِ خالدِ بنِ عمرو ابنةُ ابنِ أخي سيِّد القوم حارثةَ بنِ عمرو -، واستهجنت ما صنعوا، فقالت- وقولُها يدلُّ على أنها مسلمة -:
إِذَا مَا أَتَتْهُمْ أَيةٌ مِنْ مُحَمَّدٍ … مَحَوْهَا بِمَاءِ الْبِئْرِ فَهْيَ عَصِيرُ
فَانظُرْ كَيفَ كَانَ جَزَاؤُهُمْ مِنْ جِنْسِ عَمَلِهم.
يذكر أصحابُ السِّير أن القُرَطاء لما فعلوا بكتابِ رسول الله ﷺ ما فعلوا؛ صاروا دائمًا أهلَ رِعْدةٍ وعَجَلةٍ وكلامٍ مختلِطٍ وأهلَ سَفَهٍ، وكان الذي جاءهم بالكتاب رجلٌ من عُرَينة، يقال له: عبد الله بن عَوْسَجة.
° قال الواقدي: "رأيت بعضَهم عييًّا لا يبِين الكلامَ" (^١).
جَرَّد رسول الله ﷺ حملةً عسكريةً بقيادة الضحاك بن سفيان الكِلابي، في شهر ربيع الأول، سنةَ تسعٍ هجرية، فهزمهم في مكانٍ بنجد، يقال له: "زَجُّ لاوة".
* مَن خادَع النبي ﷺ -:
° عن أنسٍ ﵁ قال: "كان رجل نصرانيُّ، فأسلم وقرأ البقرةَ وآل عمران، فكان يكتبُ للنبي ﷺ، فعاد نصرانيًّا، فكان يقول: ما يَدرِي محمدٌ إلاَّ ما كتبتُ له، فأماته الله، فدفنوه، فأصح ولقد لَفَظَتْه الأرضُ، فقالوا: هذا فِعْل محمدٍ وأصحابِه، لمَّا هرب مْنهم نَبَشوا عن صاحبنا

(^١) "مغازى الواقدي" (٢/ ٧٥٤، ٣/ ٩٨٢)، و"غزوة تبوك" لبشاميل (ص ١٦، ١٧).

1 / 289