256

Wa Muhammadah In Shaniak Hu Al-Abtar

وا محمداه إن شانئك هو الأبتر

Publisher

دار العفاني

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

Publisher Location

مصر

Genres

يَخورُ خُوارَ الثَّوْر، فقالوا له: ما أجزَعَك، إنما هو خدْش؟ فذكر لهم قولَ رسولِ الله ﷺ: "أنا أقتل أُبيًّا"، ثم قال: والذي نفسي بيده، لو كان هذا الذي بي بأهل ذي المجاز لماتوا أجمعون .. فمات إلى النار، ﴿فَسُحْقًا لأَصْحَابِ السَّعِيرِ﴾ " (^١).
• وقد رواه موسى بنُ عقبةَ في "مغازيه" عن الزهريِّ عن سعيد بن المسيَّب نحوه، وقال ابن إسحاق: "لما أُسند رسولُ الله ﷺ في الشِّعب أدركه أُبيُّ بن خَلَف، وهو يقول: لا نجوتُ إن نجوتَ، فقال القومُ: يا رسولَ الله، يَعطِفُ عليه رجلٌ منَّا؟ فقال رسول الله ﷺ: "دَعُوه"، فلما دنا منه، تناول رسولُ الله ﷺ الحربةَ من الحارثِ بنِ الصِّمَّة، فقال بعضُ القوم -كما ذُكر لي-، فلما أخَذَها رسولُ الله ﷺ انتَفَض انتفاضةً تطايرنا عنه تطايرُ الشُّعْر (^٢) عن ظَهر البعير إذا انتفضه، ثم استقبله رسولُ الله ﷺ، فطَعَنه في عُنقه طَعنةً تدأدأ منها (^٣) مرارًا" (^٤).
° "لما رجع إلى قومه، وقد خَدَشه الرسولُ ﷺ بالحَربة خَدْشًا غيرَ كبير، قال: قتلني واللهِ محمد، قالوا له: ذهب واللهِ فؤادك، واللهِ ما بك من بأس قال: إنه قد كان قال بمكة: "أنا أقتُلك"، فواللهِ، لو بَصَق عليَّ لَقَتلني.
فكان هذا الشقيُّ هو الوحيدَ الذي قتله رسولُ الله ﷺ بيده

(^١) "البداية والنهاية" لابن كثير (٥/ ٤٠٣)، و"دلائل النبوة" للبيهقي (٣/ ٢٥٨، ٢٥٩).
(^٢) الشُّعْر: بضم الشين وسكون العين: جَمْع شعراء، وهي ذِبَّانٌ حُمْر. انظر "النهاية" لابن الأثير (٢/ ٤٨٠).
(^٣) قال ابن هشام: تدأدأ: تقلّب عن فرسه فجعل يتدحرج.
(^٤) "البداية والنهاية" (٥/ ٤٠٣ - ٤٠٤).

1 / 263