188

Ārāʾ al-Qurṭubī waʾl-Māzarī al-iʿtiqādiyya

آراء القرطبي والمازري الاعتقادية

Publisher

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

Edition Number

الطبعة الأولى

Publication Year

١٤٢٧ هـ

Publisher Location

مكة المكرمة - المملكة العربية السعودية

Genres

تعرف إلى عباده وندبهم إلى التفكر في آياته" (^١).
ولقد عقد الإمام ابن منده ﵀ في كتابه "التوحيد" عدة فصول تدل على هذا المعنى، وساق تحتها الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، وفهم السلف لتلك النصوص (^٢).
وقد بيَّن القرطبي أن هذه المخلوقات تدل على وجود الله ﷾، فما ترى من الشمس والقمر والنجوم والجبال وغيرها من المخلوقات العظيمة دالة على ذلك حيث قال: "الشمس والقمر دليلان على وجود الحق سبحانه وقهره وكمال إلهيته" (^٣).
وأشار ﵀ إلى أن النظر في هذه المخلوقات يؤدي بالعبد إلى الإيمان بالله تعالى، واليقين به سبحانه، وأن العاقل هو الذي يقوده هذا التفكر إلى الإيمان بالله تعالى والدخول في دينه، فعند شرحه لحديث أنس الذي قال فيه: "جاء رجل من أهل البادية فقال: يا محمد أتانا رسولك فزعم لنا أنك تزعم أن الله أرسلك. قال: صدق، قال: فمن خلق السماء؟ قال: الله. قال: فمن خلق الأرض؟ قال: الله. قال: فمن نصب هذه الجبال، وجعل فيها ما جعل؟ قال: الله. قال: فبالذي خلق السماء وخلق الأرض ونصب هذه الجبال، آلله أرسلك؟ قال: نعم ... " (^٤).
قال القرطبي ﵀: هذا الرجل كان كامل العقل، وقد كان

(^١) مفتاح دار السعادة (١/ ١٨٧).
(^٢) التوحيد لابن منده (١/ ١١٣) فما بعدها.
(^٣) المفهم (٢/ ٥٥٢).
(^٤) رواه البخاري في كتاب العلم باب ما جاء في العلم وقوله تعالى: ﴿وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا (١١٤)﴾ ح (٦٣) (١/ ١٧٩) ومسلم في كتاب الإيمان باب السؤال عن أركان الإسلام ح (١٢) (١/ ٢٨٣).

1 / 209