161

Ārāʾ al-Qurṭubī waʾl-Māzarī al-iʿtiqādiyya

آراء القرطبي والمازري الاعتقادية

Publisher

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

Edition Number

الطبعة الأولى

Publication Year

١٤٢٧ هـ

Publisher Location

مكة المكرمة - المملكة العربية السعودية

Genres

مجالسته - بسبب كثرة أسئلته ومجادلاته بالباطل (^١) - إلَّا نموذجًا على حرص الصحابة ﵃ على إقفال هذا الباب، والتحذير من هذا المسلك.
قال ابن مسعود ﵁ "إنا نقتدي ولا نبتدي، ونتبع ولا نبتدع، ولن نضل ما تمسكنا بالأثر" (^٢).
وقد سار التابعون، ومن بعدهم من السلف، على هذا المنهج، وازَداد تحذيرهم من هذا المسلك بعدما أحدث المتكلمون المسائل الكلامية البدعية، وما صاحبها من الألفاظ المحدثة الموهمة.
قيل لأبي حنيفة: ما تقول فيما أحدث الناس من الكلام والأعراض والأجسام؟ فقال: "مقالات الفلاسفة، عليك بالأثر وطريقة السلف، وإياك وكل محدثة فإنها بدعة" (^٣).
وقال الإمام مالك: "لو كان الكلام علمًا، لتكلم فيه الصحابة والتابعون، كما تكلموا في الأحكام والشرائع، ولكنه باطلٌ، يدل على باطلٍ" (^٤).
وقال الإمام الشافعي: "لأن يُبْتَلى المرءُ بكل ما نهى اللهُ عَنه -ما عدا الشرك به- خيرٌ من النظر في الكلام" (^٥).

= بعض الفتن. تاريخ دمشق (٢٣/ ٤٠٨).
(^١) وردت القصة بعدة روايات انظر: الشريعة للآجري (١/ ٤٨٣)، وشرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي (٤/ ٧٠٢).
(^٢) شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي (١/ ١٦٦).
(^٣) الحجة في بيان المحجة وشرح عقيدة أهل السنة للأصبهاني (١/ ١١٥).
(^٤) شرح السنة للبغوي (١/ ١٤٩).
(^٥) شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي (١/ ١٦٥) الحجة في بيان المحجة للأصبهاني (١/ ١١٥).

1 / 180