ʿUyūn al-masāʾil waʾl-jawābāt
عيون المسائل والجوابات
Genres
============================================================
متالات البلخى إليك، فلم تجز في حكمة اللطيف الخبير أن يدع الإحسان إلى خلقه، ليس هو احسان إليك أيضا وإنعام عليك لكفر يكون منك أنت تجنيه عليك بنفسك بسوء اختيارك، ولو شئت لم تفعل، وقد خذرت وأنذرت ونهيت وتبهت وأزيحت علتك، وتحب ذلك من قبل أن ما فعل بك مثل الذي فعل بغيرك ممن أمر، لم يبخسن شيئا من ذلك. فلو وجب ألا يفعل بك لوجب ألا يفعل بغيرك، وقد كنت قادرا مع الخلق والتبليغ أن تصير إلى ما صار إليه غيرك، فاخترت لنفسك ما أورطها، وأنت الجاني عليها لا الذي خلقك وبلغك.
ويجب ذلك أيضا ما قيل: إنه لو لم يفعل من خلقك وتبليغك وما فيه نفع لمن ذكرناه من الوجه الذي بينا كان لهم أن يقولوا أن لو خلقوا ولم يبلغوا ولكان موهوما أن يقولوا كيف حدث أن ما فيه نفعنا وإيصالنا إلى الدرجات العلى والمنازل الرفيعة، فلو قيل لهم: لأنا قلنا: إنه يوجد معه كفر ومعصية لكان يقول: أما كنت تفعله من ذلك كان يجب بسببه أو له زاجرا ناهيا غيره، ولم يكن إحسانا إلى ما فعلته به... حكمة، فكيف جاز تركه وترك الإحسان إليه لوقوع الكفر الذي... ولو شاء لم يفعل، والله جل ذكره لا يفعل ما يكون 1/155) فيه حجة... لو كان لكان حجة لخلقه عليه جل وعز عن ذلك / وتعالى. ألا تراه يقول: لثلا يكون للناس على الله حبمة بعد الرصل } (النساء: 175)، ويقول: ( ولوأنا أهلكننهم يعداب من قبلوه لقالوا رينا لولا أرسلت إلتنا رسولا فنتبع ه ايلشاى من قبل أن نذل ونخزى} [طه:134).
دليل: ويقال لهم: قد وضح وتبين أن خلق الله لمن يعلم أنه يكفر ليس بإساءة اليه، ولا ضرر عليه، وأنه إحسان إليه؛ إذهو مثل الذي فعله بالمؤمن، فأمن
Page 654