226

لزوم تعدده بتعدد سببه ، وبعبارة اخرى مقتضى القاعدة هو التداخل إلا ما خرج بالدليل أو عدمه كذلك؟

والثاني أنه هل يصح التمسك بهذا الباب للقول بالجواز أو أنه غير مرتبط بمبحث الاجتماع رأسا؟.

أما المقام الأول فنقول : جعل طبيعة سببا لفعل باتلائها لإن وإذا ونحوهما كما في قولك : إذا نمت فتوضأ يتصور على وجوه ، أحدها : أن يكون الطبيعة في جانب السبب مأخوذة باعتبار صرف الوجود في مقابل العدم الأصلي بحيث كان السبب نقض عدمها وتبدله بالوجود ، والثاني : أن يكون مأخوذة باعتبار الوجود الساري ، فعلى الأول يكون السبب واحدا ، لأن صرف الوجود لا يقبل التكرار ويتعين في الوجود الأول للطبيعة ؛ إذ به يحصل النقض دون سائر الوجودات ، وعلى الثاني يكون متعددا ، فكل وجود سبب مستقل.

وعلى التقديرين يمكن أخذ الطبيعة في جانب المسبب لكل من الاعتبارين ، فإن احدث في جانب المسبب باعتبار الوجود الساري وفي جانب السبب باعتبار صرف الوجود، فالمسبب لا يتكرر بتكرر الفرد من هذا السبب ، فإنه وإن كان قابلا لأن يتكرر بتكرر السبب ، إلا أن السبب لا يتكرر ، نعم يتكرر بتكرر الفرد من هذا السبب ومن سبب آخر.

وإن احدث في جانب السبب أيضا باعتبار الوجود الساري فالمسبب يتكرر بتكرر الفرد من هذا السبب ، ومنه ومن سبب آخر ، ولو احدث في جانب المسبب باعتبار صرف الوجود فلا يفرق الحال بين أن يؤخذ في جانب السبب أيضا بهذا الاعتبار أو باعتبار الوجود الساري.

فعلى التقديرين لا يتكرر المسبب لا لفردين من هذا السبب ولا لفردين منه ومن غيره، فالسبب وإن كان متعددا وقابلا للتكرار إلا أن المسبب واحد لا يقبل التكرار أصلا ، هذا هو الوجوه المتصورة في هذا الباب ولا إشكال في إمكان كل منهما عقلا ولا في الآثار المترتبة على كل منها على تقدير القطع به ، إنما الكلام والإشكال في أن

Page 229