ثم قال : { للفقراء المهاجرين } يعني لفقراء (1) المهاجرين فيه حق ، { الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم } أخرجهم المشركون (2) من مكة وغيرها ، { يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون } (3) .
ثم قال : { والذين تبوؤوا الدار } : يعني الأنصار ، { والإيمان من قبلهم } : يعني قبل دخول المهاجرين ، وقد كان إيمان المهاجرين قبل إيمان الأنصار ، { يحبون من هاجر إليهم } من المهاجرين ، وواسوهم في الدور والأموال ، { ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة } : يعني ضيقا وحاجة ، { ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون } (4) .
ثم قال : { والذين جاؤوا من بعدهم } : يعني من دخل الإسلام بعد فتح مكة ، إلا من هاجر قبل الفتح . وبعد الفتح سموا تابعين بإحسان إلى يوم القيامة .
فكل صنف من هؤلاء الذين سمى من الصنوف الأربعة وغيرهم ممن ذكر من المهاجرين والأنصار والتابعين بإحسان بعد ارتفاع الهجرة ولم يبق أحد إلا وله في الفيء .
ذكروا عن عمر (5) بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : (( ما من أحمر (6) ولا أسود لا يملكون رقبته إلا وله في هذا المال )) (7) يعني في الفيء .
[ لمن تعطى الزكاة ]
وقال الله تعالى في الصدقات :
Page 111