ولا يفوتنا هنا الإشارة إلى احتمال أن يكون ل «بلتيس» علاقة بما جاء في الأساطير عمن تسمى الملكة «بلقيس»، خاصة مع ما حيك حول شخصيتها من قصص تقول إنها خلبت لب الملك «سليمان الحكيم» بفتنتها. فكان أن أتاها وأنجب منها سلسلة من الأباطرة حكموا الحبشة. كان آخرهم الإمبراطور «هيلاسلاسي» - كما في الأساطير الحبشية - وما جاء في الكتاب المقدس أنه كان لها أرجل ماعز، والماعز يذكرنا بعشيق الزهرة الرافدية «تموز» الراعي، وأنه في الأسطورة الرافدية حاول أن ينجو من زبانية العالم السفلي فتحول إلى ماعز، لكنهم قبضوا عليه في النهاية، إضافة إلى حقيقة تاريخية تتعلق بطبيعة اللغات السامية، وبخاصة اللغة العربية، وهي «أن العرب كانوا يكتبون بلا نقاط، فإذا قرءوا التبس عليهم الأمر» وأحيانا كانت العين تحسب ميما أو تحسب القاف تاء، حتى إنك لتجد هذا اللبس حتى اليوم في كلمات كثيرة، ومثلا لذلك اختلاف كتابة اسم الملك البيزنطي في المصادر ما بين «يعفور، ونعفور، ونقفور». وغير ذلك كثير في المصادر اللغوية.
51
ولما كانت هذه المسألة تخرج على نطاق موضوعنا، فإننا نتركها كعلامة لمن يريد بحثها وتأصيلها من الباحثين. (2)
مما يؤيد رأي «فلهاوزن» في كون الزهرة هي «العزى»، أن «العزى» كانت تعبد في شكل شجرات ثلاث مقدسات، والشجر هو علامة الخصب وهو خاصية إلهة الزهرة. (3)
كان للعزى تمثال أو رمز تحمله قريش في حروبها، فهي فيما يقول «الحوت» «من الإلهات التي كانت تشترك في الحروب».
52
وهذه الخاصية بدورها كانت إحدى خصائص الزهرة. (4)
كان من بين آلهة الصفويين الإله «عزيزو» أو ال «عزيز» وهو كوكب الصباح وكان إلها مذكرا، وكوكب المساء وكان مؤنثا، فدعوه «العزى» تأنيثا ل «العزيز»، وكوكبا الصباح والمساء هما الزهرة عندما تكون إلهة حرب أو إلهة حب.
53 (5)
إن لقب إلهة الزهرة كنجمة صباح في المجتمع الإغريقي الروماني كان «آزيزوس»،
Unknown page