94

Uns Masjun

أنس المسجون وراحة المحزون

Investigator

محمد أديب الجادر

Publisher

دار صادر

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٩٩٧ م

Publisher Location

بيروت

Genres

وقال آخر: يا من طالت عليه الأرض طولا، ليت شعري كيف حالك فيما احتوى عليك منها؟. وقال آخر: لا تعجبوا ممن لم يعظنا فصار موته لنا واعظا. وقال آخر: اعجبوا لمن كان هذا سبيله كيف شرهت نفسه لجمع الحطام الهامد، والهشيم البائد (١). وقال آخر: أيّها الجمع الحافل والملتقى الفاضل، لا ترغبوا فيما لا يدوم سروره، وينقطع لذيذه؛ فقد بان لكم الصّلاح والرّشاد من الغي والفساد. وقال آخر: قد كنّا أيّها الشّخص بالأمس نراك تقدر على الاستماع والقول، فهل تسمع منّا ما نقول؟ وقال آخر: هذا كان يعطي اليسير ممّا جمع، ليحمد، فقد خلّفه الآن على من لا يشكره. وقال آخر: قتل هذا الشّخص خلقا لئّلا يموت، ومات كيف لم يدفع الموت عن نفسه؟. وقال آخر (٢): يا من كان غضبه الموت، هلاّ غضبت على الموت؟ وقال آخر: قد كان فيه صمم عن الحقّ وهو حيّ، كيف بصممه الآن وقد مات؟ وقال آخر: لو منعوا هذا الشّخص مما سفك من الدّماء لجمع الذهب، لكانوا قد أصابوا به من الحكمة. وقال آخر: لم يؤدّبنا الإسكندر بكلامه مثل ما أدّبنا بنفسه.

(١) في الأصل الهيتم، والتصحيح من مروج الذهب ٢/ ١١. (٢) في مروج الذهب ٢/ ١١: قال الثامن عشر وكان من حكماء الهند.

1 / 101