60

unavailable

كشف شبهات الصوفية

Publisher

مكتبة دار العلوم

Publisher Location

البحيرة (مصر)

Genres

نقتل في سبيلك مرة أخرى، فلما رأى أن ليس لهم حاجة تُركوا» (رواه مسلم). * يستفاد من هذا الحديث: أ- أن قول الرسول ﵌: «أرواحهم في جوف طير» يدل على أنها ليست في الأجساد المدفونة في الأرض. ب- أنهم سألوا ربهم أن ترد أرواحهم في أجسادهم، وهذا صريح في أنها قد فارقتها بالموت. جـ - أنهم تمنَّوا الرجوع إلى الدنيا ليقاتلوا في سبيل الله لما رأوا من عظيم ثواب الشهادة، فمنعوا من ذلك، فقد انقطع التكليف وانقطع العمل وما بقي إلا الجزاء، فإذا لم يملكوا هم لأنفسهم نفعًا ولا حياة ولا تصرفًا، مع كرامتهم عند ربهم ووجاهتهم عنده، فكيف يملكون لغيرهم من الخلق جلب منفعة أو دفع مضرة؟! فكيف يقال أن الأنبياء والصالحين يخرجون من قبورهم بأجسادهم لإنقاذ من يستغيث بهم؟! هل الأموات يسمعون الراجح في هذه المسألة هو أن الأصل في الأموات أنهم لا يسمعون إلا ما ورد الدليل بخصوصه مثل سماعهم لقرع النعال بعد وضع الميت في قبره، وكذلك سماع قتلى بدر من المشركين قول الرسول ﵌ حيث إن الله أسمعهم صوت نبيه ﵌. ومن أوضح الأدلة على عدم سماع الرسول ﵌ وغيره من الأموات كلام الأحياء قول الرسول ﵌: «إن لله ملائكة سياحِين في الأرض يبلغوني عن أمتي السلام». (رواه النسائي وصححه الألباني). قال الشيخ الألباني ﵀ في مقدمته لكتاب (الآيات البينات في عدم سماع الأموات) للعلامة الألوسي ﵀: «ووجه الاستدلال به أنه صريح في أن النبي ﵌ لا يسمع سلام المسلمين عليه، إذ لو كان يسمعه بنفسه، لما كان بحاجة إلى من يبلغه إليه، كما هو ظاهر إن شاء الله. وإذا كان الأمر كذلك، فبالأولى أنه ﵌ لا يسمع غير السلام من الكلام، وإذا كان كذلك فلأن لا يسمع السلامَ غيرُه من الموتى أولى وأحرى». ومن أراد التفصيل في هذه

1 / 64