188

Kashf shubuhāt al-ṣūfiyya

كشف شبهات الصوفية

Publisher

مكتبة دار العلوم

Publisher Location

البحيرة (مصر)

Genres

يأوي إلى الحمامات والقمامين والمقابر والمزابل، رائحته خبيثة لا يتطهر الطهارة الشرعية، ولا يتنظف.
فإذا كان الشخص مباشرًا للنجاسات والخبائث التي يحبها الشيطان أو يأوي إلى الحمامات والحشوش التي تحضرها الشياطين أو يأكل الحيات والعقارب والزنابير، وآذان الكلاب التي هي خبائث وفواسق، أو يشرب البول ونحوه من النجاسات التي يحبها الشيطان، أو يدعو غير الله فيستغيث بالمخلوقات ويتوجه إليها، أو يسجد إلى ناحية شيخه ولا يخلص الدين لرب العالمين، أو يلابس الكلاب أو النيران أو يأوي إلى المزابل والمواضع النجسة أو يأوي إلى المقابر، ولا سيما إلى مقابر الكفار من اليهود والنصارى أو المشركين أو يكره سماع القرآن وينفر عنه ويقدم عليه سماع الأغاني والأشعار ويؤثر سماع مزامير الشيطان على سماع كلام الرحمن فهذه علامات أولياء الشيطان لا علامات أولياء الرحمن.
* من ادعى أن مِن الأولياء الذين بلَغَتْهم رسالة محمد ﵌ مَن له طريق إلى الله لا يحتاج فيه إلى محمد ﵌ فهذا كافر ملحد، وإذا قال: أنا محتاج إلى محمد ﵌ في علم الظاهر دون علم الباطن أو في علم الشريعة دون علم الحقيقة، فهو شر من اليهود والنصارى الذين قالوا: إن محمدًا رسول إلى الأميين دون أهل الكتاب. فإن أولئك آمنوا ببعض وكفروا ببعض فكانوا كفارًا بذلك، وكذلك هذا - الذي يقول إن محمدًا ﵌ بعث بعلم الظاهر دون علم الباطن - آمن ببعض ما جاء به ﵌ وكفر ببعض فهو كافر. وهؤلاء الملاحدة يدَّعون أن الولاية أفضل من النبوة.
*أولياء الله المتقون هم المقتدون بمحمد ﵌ فيفعلون ما أمر به وينتهون عما عنه زجر، ويقتدون به فيما بين لهم أن يتبعوه فيه فيؤيدهم بملائكته وروح منه ويقذف الله في قلوبهم من أنواره ولهم الكرامات التي يكرم الله بها أولياءه المتقين. وخيار أولياء الله كراماتهم لِحُجة في الدين أو لحاجة بالمسلمين كما كانت معجزات نبيهم ﵌ كذلك.
* وكرامات أولياء الله إنما حصلت ببركة اتباع رسوله ﵌ فهي في الحقيقة تدخل في معجزات الرسول ﵌ مثل: انشقاق القمر (رواه البخاري)، وإتيان الشجر إليه (رواه

1 / 217