163

unavailable

كشف شبهات الصوفية

Publisher

مكتبة دار العلوم

Publisher Location

البحيرة (مصر)

Genres

٧ - الحافظ ابن كثير: قال في (سيرة الرسول): «وإخباره ﵌ عن أبويه وجده عبد المطلب بأنهم من أهل النار لا ينافي الحديث الوارد من طرق متعددة أن أهل الفترة والأطفال والمجانين والصم يمتحنون في العرصات يوم القيامة. لأنه سيكون منهم من يجيب، ومنهم من لا يجيب، فيكون هؤلاء - أي الذين أخبر عنهم النبي - من جملة من لا يجيب، فلا منافاة، ولله الحمد والمنة» انتهى. وقدر ردّ ﵀ على حديث «أن الله أحياهم ثم آمنوا» بأنه «حديث منكر».وللاستزادة انظر (تفسيره وكتابه البداية والنهاية).
٨ - الإمام ابن الجوزي: وقد ذكرنا كلامه قبل قليل.
٩ - الإمام القرافي: قال في (شرح تنقيح الفصول ص٢٩٧): «إن قواعد العقائد كان الناس في الجاهلية مكلفين بها إجماعًا. ولذلك انعقد الإجماع على أن موتاهم في النار يعذبون على كفرهم، ولولا التكليف لما عذبوا».
١٠ - وقد بسط الكلام في عدم نجاة والدَي النبي ﵌ العلامة الحنفي الملاّ علي بن سلطان القارئ في (شرح الفقه الأكبر)، وفي رسالة مستقلة أسماها: (أدلة معتقد أبي حنيفة الأعظم في أبوي الرسول ﵊. وقد أثبت بذلك الكتاب تواتر الأدلة والأحاديث على صِحّة معنى هذا الحديث وعدم نجاة والدي الرسول ﵌ وقد نقل الإجماع على تلك القضية فقال في (ص٨٤): «وأما الإجماع فقد اتفق السلف والخلف من الصحابة والتابعين والأئمة الأربعة وسائر المجتهدين على ذلك، من غير إظهار خلافٍ لما هُنالك. والخلاف من اللاحق لا يقدح في الإجماع السابق، سواء يكون من جنس المخالف أو صنف الموافق».
وأخيرًا لا بد أن يُعلم أن المقصود من الموضوع هو بيان أن اتهام الصوفية لمن يقول بموت أبوي الرسول ﵌ على الكفر بأن «بينهم وبين رسول الله ﵌ شيء» أو «أنهم يريدون نزع محبة محمد ﵌ من قلوب العامة» - ما هو إلا تدليس وتلبيس على العامة، وأن هذا الاتهام في الحقيقة متوجه لمن ذكرنا من العلماء لو التزم بذلك الصوفية.

1 / 188