Umm Al-Qura University Journal 19-24
مجلة جامعة أم القرى ١٩ - ٢٤
Genres
وقوله: ﴿إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ﴾ يقول: «دخلوا عليه من غير باب المحراب، والمحراب مقدّم كل مجلس وبيت وأشرفه» (١) وقوله: ﴿وَلاَ تُشْطِطْ﴾ يقول: «لا تجر ولا تسرف في حكمك» (٢)، وقوله: ﴿إِنَّ هَذَا أَخِي﴾ يعني الأخوة في الدين (٣)، والنعجة هي المرأة (٤)، ﴿أَكْفِلْنِيهَا﴾ أي ضمها إليّ (٥)، ﴿وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ﴾: «غلبني في الخصومة أي كان أقوى على الاحتجاج مني» (٦)، قوله تعالى ﴿وَظَنَّ دَاوُدُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ﴾: «يقول: وعلم داود أنما ابتليناه» (٧)، وأكثر العلماء على أن الركوع في قوله تعالى: ﴿وَخَرَّ رَاكِعًا﴾ هو السجود (٨)، وقوله تعالى: ﴿وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى﴾ «يقول: وإن له عندنا للقربة منا يوم القيامة» (٩) .
وقد حكيت في هذه القصة أقاويل وصور مأخوذة من الإسرائيليات لا تليق بنبي الله داود الذي رفع الله مكانته وأذاع فضله ﵇، ومن خلال تدبر كلام الله لهذا النبأ، وتأمل ما صح من الروايات في تفسير هذه القصة ظهر لي أن الله أرسل ملكين لداود ﵇ فاختصموا إليه في نازلة قد وقع هو في نحوها، فحكم بحكم هو واقع عليه في نازلته، ولما شعر وفهم المراد خرّ ساجدًا فغفر الله له، وذلك أنه ﵇ سأل رجلًا أن يطلق له امرأته ليتزوجها كما كان ذلك جائزًا في صدر الإسلام، فنبهه الله تعالى على ذلك وعاتبه بهذا المثل يشعره أنه كان الأليق بمقامه ألاّ يتشاغل بهذا الأمر وإن كان مباحًا في دينهم.
_________
(١) الطبري: جامع البيان ٢٣/١٤١.
(٢) المصدر السابق ٢٣/١٤٢.
(٣) ابن عطية: المحرر ١٢/٤٤٣.
(٤) انظر البخاري: صحيح البخاري، كتاب الأنبياء، باب ﴿وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُدَ﴾ ٤/١٣٥.
(٥) انظر المصدر السابق.
(٦) الزجاج: معاني القرآن.
(٧) الطبري: جامع البيان ٢٢/١٤٥.
(٨) انظر القرطبي: الجامع لأحكام القرآن ٤/٩٩.
(٩) الطبري: جامع البيان ٢٢/١٤٥.
1 / 15