Umara Bihar Fi Usul Misri

Jamil Khanki d. 1400 AH
61

Umara Bihar Fi Usul Misri

أمراء البحار في الأسطول المصري في

Genres

وقد عانى المصريون هنالك في خلال شتاء عامي 1854 و1855 الشدائد والأهوال من شدة البرد القارس، ولقي الكثيرون منهم حتفهم في ميادين القتال أو من فتك الأوبئة والأمراض التي تفشت بينهم. وقد دافعوا دفاعا مجيدا عن إيباتوريا

Eupatoria ، وهو ثغر من ثغور شبه جزيرة القرم احتله الحلفاء لمهاجمة مواقع الروس الحصينة، وقد استشهد فيه سليم باشا فتحي القائد العام للجيش المصري.

أما حسن باشا الإسكندراني فقد أبحر في سنة 1854 عائدا على رأس أسطوله إلى الآستانة لإصلاح بعض السفن، فهبت على سفنه في عرض البحر الأسود عواصف هوجاء وتكاثر عليها الضباب فحال دون اجتيازها بوغاز البوسفور بسلام. وقد اشتدت العاصفة عند مدخل البوغاز على مقربة من شاطئ «الروم إيلي» في يوم 31 أكتوبر سنة 1854 مما أدى إلى اصطدام الغليون «مفتاح جهاد» الذي كان يتولى الإسكندراني قيادته بالفرقاطة «البحيرة» التي كان يقودها محمد شنن بك، فغرق في أقل من ساعة 1920 مقاتلا كانوا على ظهريهما ولم ينج سوى 130 جنديا، وكان في عداد الغرقى حسن الإسكندراني ومحمد شنن قائدا الأسطول المصري.

وقد ورد نبأ هذه الفاجعة الأليمة في جريدة «ذي اللستريتد لندن نيوز»

The Illustrated London News

الإنجليزية إذ نشرت بعددها الصادر في 3 ديسمبر سنة 1854 ما ترجمته:

فجع السكان القاطنون بالقرب من البحر الأسود بفاجعة تروع القلوب، وهي غرق بارجتين على مسافة غير بعيدة من الآستانة. ففي ليلة 30 أكتوبر سنة 1854 عصفت بشواطئ هذا البحر عاصفة من أروع ما يذكره الناس، ولا بد أن تكون قد وقعت حوادث أخرى مروعة غرق فيها كثير من السفن، ولكن ليس بينها ما هو أفظع من حادثة البارجتين المصريتين العائدتين من القرم. ففي الساعة الثامنة مساء حمل الإعصار الفرقاطة «البحيرة» على بعد ميلين فقط من مصب البوسفور إلى منطقة الأمواج الخطرة التي ترتطم بصخور «قره برنو»، وما هي إلا ساعة من الزمان حتى تحطمت السفينة ولم ينج من بحارتها البالغ عددها أربعمائة سوى 130 أمكنهم أن يبلغوا الشاطئ أحياء.

أما البارجة الأخرى، وهي ذات ثلاث طبقات واسمها «مفتاح جهاد»، وكان على ظهرها الأميرال المصري، وهو على ما يقال أمهر قائد بحري عند المصريين، فقد شاركت زميلتها في نهايتها المحزنة إذ دفعتها العاصفة إلى حيث المياه قليلة خطرة، وذلك في منتصف المسافة بين الآستانة ووارنه. ومن المؤلم أن نذكر أنه غرق 795 بحارا - من بينهم الأميرال - من بحارتها البالغ عددها تسعمائة. ولم يبق أي أثر من هذه البارجة المنحوسة يبين المكان الذي غرقت فيه. وقد أنزل الذين نجوا من بحارة البارجتين في الآستانة حيث كانوا موضع كثير من الالتفات والعناية.

وقد تمكن حسن الإسكندراني

12

Unknown page