Udaba Carab Fi Jahiliyya Wa Sadr Islam
أدباء العرب في الجاهلية وصدر الإسلام
Genres
وبين الفرد والقبيلة صلة مكينة تجعل الفرد بجميعه للقبيلة، والقبيلة بجميعها للفرد. فإذا نزل عار بالقبيلة أصاب كل شخص منها، وإذا نبه ذكر شخص عاد فخره إلى القبيلة بأسرها، وتتحمل القبيلة جناية أخيها، وتنصره ظالما أو مظلوما.
21 (3-3) السيد
والعرب في استقلالهم القبلي ينكرون سيطرة الغريب عليهم، ولا يقبلونها إلا على كره، حتى إذا أصابوا فرصة، انتقضوا عليه وأزالوه، كما انتقضت بنو أسد على الملك الكندي، وعمرو بن كلثوم على عمرو بن هند. ولكنهم يذعنون لسيد منهم، إذا رأوا في سيادته خيرا لهم، فكان لكل قبيلة سيدها يجمع شملها ويقودها في الملم العصيب.
ولا تستقر السيادة في بيت واحد لأنانية العربي، ونزوعه إلى المنافسة،
22
فكانت تنتقل في القبيلة من بيت إلى آخر،
23
وقلما تعددت في بيت واحد؛ فكان تعددها من مفاخرهم. وأشرف البيوت عندهم بيت تتابعت فيه رئاسة آباء ثلاثة، ثم اتصلت بالرابع، فيسمى الكامل، كبيت حذيفة بن بدر في بني ذبيان، وبيت ذي الجدين في بني شيبان.
والبدوي في عنجهيته وحبه للرئاسة لا يخضع لمساو له، وإنما يخضع لمن هو أقوى منه، وينبغي أن يتحلى الرئيس بصفات محمودة عندهم، لتحق له السيادة في قبيلته، وأجل هذه الصفات: الغنى والكرم والحلم والشجاعة والفصاحة. وإذا قالوا: سيد معمم، أرادوا أن كل جناية في العشيرة معصوبة برأسه. قال دريد بن الصمة:
عاري الأشاجع معصوب بلمته
Unknown page