Udaba Carab Fi Jahiliyya Wa Sadr Islam
أدباء العرب في الجاهلية وصدر الإسلام
Genres
ويستوقفنا قوله:
لسان الفتى نصف ونصف فؤاده
فلم يبق إلا صورة اللحم والدم
فالعرب يعتقدون أن القلب مقر العقل، أو هو العقل بعينه كما في كتب اللغة، وكان أرسطو يجعل القلب موضع القوى النفسية، بخلاف جالينوس الطبيب الذي يجعلها في الرأس، وكان ابن سينا يأخذ برأي أستاذه أرسطو.
وقد قال العرب من عهد بعيد: المرء بأصغريه قلبه ولسانه. ولم يذكروا العقل في كلامهم، وإنما ذكروا مكانة القلب والفؤاد . فزهير لم يبتعد عن حكمة الشعب في هذا البيت، كما أنه لم يبتعد عنها حين يقول:
وإن سفاه الشيخ لا حلم بعده
وإن الفتى بعد السفاهة يحلم
فآراؤه المتفرقة لا تجاوز نطاق التفكير العام، ولكنها تجعل من صاحبها شاعرا حكيما، وخطيبا مرشدا. فهو من أولئك الشعراء الجاهليين الذين لهم رسالة اجتماعية يؤدونها لخير قبائلهم وإصلاح أمرها. فقد قام بها أفضل قيام في مدح سادات القبيلة وفرسانها، وإطراء مناقبهم، وفي الدفاع عنها وإرشادها إلى ما فيه نجاحها، فكان الشاعر القبلي، والشاعر الحكيم، وقاضي الشعراء. (3-6) منزلته
هو أحد الثلاثة المقدمين في الجاهلية وهم: امرؤ القيس، والنابغة، وزهير. وقد اختلف في تقديم أحدهم على صاحبيه، وروى عمر بن عبد الله الليثي: أن عمر بن الخطاب قال: «زهير أشعر الشعراء لأنه كان لا يعاظل
54
Unknown page