Udaba Carab Fi Jahiliyya Wa Sadr Islam
أدباء العرب في الجاهلية وصدر الإسلام
Genres
وهل ينبت الخطي إلا وشيجه
وتغرس إلا في منابتها النخل؟
53
ومنها أمثال في الحض على العمل الصالح:
تزود إلى يوم الممات فإنه
وإن كرهته النفس آخر موعد
أو في تحديد مقاطع الحق:
وأن الحق مقطعه ثلاث:
يمين، أو نفار، أو جلاء
وأما آراؤه في المعلقة فإنه يتكلم أولا على الحياة، فإذا هو قد سئمها لطولها بعدما عاش ثمانين حولا يلقى تكاليفها وأثقالها، وسئمها لأنه يجهل ما يستر عنه الغد، وهي أمنية الإنسان لو استطاعها، وسئمها لأن الموت يخبط على العمياء، فيصيب هذا ويخطئ ذاك. ثم يتناول سياسة الاجتماع، فنرى كل بيت يشتمل على فكرة مستقلة برأسها تتوخى إرشاد الفرد إلى الطريق الذي يحسن به سلوكه لينتفع في دنياه، وهي من الآراء التي يدركها الإنسان بتجارب الحياة، واختبار الناس، والاطلاع على وجوه الخير والشر، وهي - إلى ذلك - من الحقائق البدهية والفكر المشترك يستطاع الإعراب عنها بمختلف التعابير شعرا ونثرا دون أن تخسر شيئا من قيمتها المعنوية، ولكنها إذا انطلقت على ألسنة الشعراء. كان تأثيرها أبلغ في النفوس، وتجعل لصاحبها منزلة بين الحكماء، حتى لنسمع جرجي زيدان - على فضله - يقول فيها: «هذا لا يقل شيئا عن أحكام أكابر الفلاسفة!»
Unknown page