203

Udaba Carab Fi Acsur Cabbasiyya

أدباء العرب في الأعصر العباسية

Genres

4

والغزنوية

5

فقد ظلت السيادة فيها للغة العربية؛ لأن ملوك العجم - وهم مسلمون - أبوا إلا أن يحافظوا على لغة القرآن، فتركوا لها السيادة الدينية. ثم إن العربية كانت لغة الآداب والعلوم، فلم يستغنوا عنها في إنشاء حضاراتهم، فاعتمدوا عليها وجعلوها لغتهم الرسمية في مدارسهم ومساجدهم ودواوينهم. على أن الفرس جهدوا في إحياء لغتهم القومية فتأتى لهم أن ينظموا الشعر فيها، وينقلوا إليها بعض الآداب، ولكن تعسر عليهم نقل العلوم - ولا سيما الشرع - لافتقار الفارسية الحديثة إلى الأوضاع العلمية. وظلت الأولية للغة العرب طوال هذا العصر ومعظم العصر الذي يليه حتى تمت السيادة للشعوب الغربية، واجتاحت البلاد العربية بلغاتها ولهجاتها، فتضاءل سواد لغة الضاد وباد حماتها، وأهل العلم بها، وغلبت عليها طمطمانية الأعاجم.

هوامش

الفصل الثامن

الشعراء المولدون

العصر الثالث (1) ميزة الشعر

اصطبغ الشعر بألوان جديدة مازته بخصائصها، وانبعثت فيه فنون كادت تضمحل وتنسى، واستقلت أبواب كانت تابعة لغيرها؛ فأما ما استجد به فالشعر الفلسفي والصوفي. وأما ما انبعث حيا فالفخر والحماسة. وأما ما استقل فالدهريات والزهريات والإخوانيات والهزليات. (1-1) الشعر الفلسفي

لا نعني بالشعر الفلسفي تلك الحكم والأمثال المبثوثة في القصائد، فهذه قديمة غير محدثة وإن يكن المتنبي رقاها وأظهر حلاها. وإنما نعني الشعر الذي تنظم فيه المذاهب الفلسفية بحثا عن الحقيقة بالنظر إلى الطبيعة وما وراء الطبيعة. ومن حق الشعر الفلسفي أن يظهر في هذا العصر، وقد اختمرت العقول بالعلوم الدخيلة، وشرع المفكرون في التصنيف بدلا من النقل، فنشأت الفلسفة الإسلامية متحدة بالفلسفة اليونانية، ونبغ الفارابي وابن سينا وإخوان الصفاء، ونبغ شاعر فيلسوف نظم الفلسفة للفلسفة في كتاب سماه اللزوميات؛ ألا وهو أبو العلاء المعري. ولابن سينا قصيدة فلسفية شرح فيها رأي أفلاطون في هبوط النفس من السماء، وحبسها في الجسد إلى أن تطهر فترجع من حيث أتت، فهذا النوع من الشعر جديد لم يعرفه العرب من قبل. (1-2) الشعر الصوفي

Unknown page