Udaba Carab Fi Acsur Cabbasiyya
أدباء العرب في الأعصر العباسية
Genres
فكتب إلى أهل معرة النعمان يشهد له بالحذق، ويوصيهم بإكرامه، فأكرموه بكتابه، ووظفوا له
5
أربعة آلاف درهم، فكانت أول مال أصابه.
وقيل بل كان أبو تمام في مجلس أبي سعيد الطائي، فدخل البحتري وهو يومئذ حديث السن، فأنشد قصيدة امتدح بها أبا سعيد، فحفظ أبو تمام أكثرها وادعاها، فصدق أبو سعيد دعواه لمكانته في الشعر، ووبخ البحتري لمدحه إياه بشعر مسروق. فخرج البحتري يجر رجليه. ولكن ما أبعد حتى تبعه الغلمان وردوه، وأقبل عليه أبو تمام وقال له: «الشعر لك يا بني، والله ما قلته قط، ولا سمعت به إلا منك. ولكنني ظننت أنك تهاونت بموضعي ، فأقدمت على الإنشاد بحضرتي، من غير معرفة كانت بيننا، تريد مضاهاتي ومكاثرتي. حتى عرفني الأمير نسبك وموضعك. ولوددت أن لا تلد طائية إلا مثلك.»
ورويت هذه الحادثة على وجه آخر لم يدع فيه أبو تمام القصيدة، بل اهتز لها طربا، وقبل الغلام الشاعر بين عينيه، وجعل له جائزته، ثم لزمه البحتري واقتدى به وأخذ عنه.
والبحتري كغيره من الشعراء لا يرى موردا عذبا لشاعريته إلا دار الخلافة أبغداد كانت أم سر من رأى؛ لذلك قصد إلى بغداد في خلافة الواثق
6
وامتدح وزيره ابن الزيات بقصيدة يقول فيها:
دق فهما وجل حلما فأرضى
الله فينا والواثق بن الرشيد
Unknown page