Ḥāshiyatān li-Ibn Hishām ʿalā Alfiyyat Ibn Mālik
حاشيتان لابن هشام على ألفية ابن مالك
Editor
جابر بن عبد الله بن سريِّع السريِّع
Genres
كانَ وأخواتها
ترفع كانَ المبتدا اسمًا والخبر ... تنصِبُه ككان سيدا عمر
(خ ١)
* لا يريدُ: ترفعُه في حالة كونه اسمًا لا فعلًا؛ لأن المبتدأ لا يكون إلا اسمًا، وإنما يريد: اسمًا لها.
فإن قلت: وقد يريدُه، ويَحتَرز به عن نحو: ﴿وَأَنْ تَصُومُوا﴾ (^١)، و: «تسمعَ بالمُعَيْدِيِّ خيرٌ» (^٢).
قلت: ينقض الأولَ نحوُ: ﴿فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا﴾ (^٣)، والثاني قليلٌ، ولو صحَّ لكان حسنًا، ويقوِّيه: أنه لم يقل: والخبر تنصبه خبرًا لها (^٤).
* ع: من طَرِيف أبياتِ بابِ "كان": قولُ الشاعر (^٥):
مُعَاوِيَ لَمْ تَرْعَ الأَمَانَةَ حَقَّهَا ... فَكُنْ حَافِظًا للهِ وَالدِّينِ شَاكِرُ (^٦)
"شاكرُ" فاعل بـ"تَرْعَ"، فقد حُكي لي أنه اسم قومٍ (^٧)، أي: لم ترعَ شاكر الأمانة، فارعَها أنت، ويجوز كونه بدلًا من الضمير في "حافظًا". من "التَّذْكِرة الفارِسيَّة" (^٨) (^٩).
(خ ٢)
* [«ترفع كان المبتدا»]: فإن قلت: هذا تحصيلُ الحاصلِ لأنه كان مرفوعًا.
قلت: لا؛ لأن هذا رفعٌ بعامل لفظي، وذاك بعامل معنوي، فنزَّل المغايرةَ في
(^١) البقرة ١٨٤.
(^٢) بعض مثل تقدم في باب الابتداء، وهو بتمامه: «تسمعَ بالمعيدي خيرٌ من أن تراه».
(^٣) النمل ٥٦، والعنكبوت ٢٤، ٢٩.
(^٤) الحاشية في: ٧/أ.
(^٥) لم أقف على تسميته.
(^٦) بيت من الطويل. ينظر: الخصائص ١/ ٣٣١، ٢/ ٣٩٦، والمحكم ٦/ ٦٨٣.
(^٧) في المحكم ٦/ ٦٨٣ أنه اسم قبيلة من همْدان باليمن.
(^٨) لم أقف عليه في مختارها لابن جني، ولا في غيرها من كتبه.
(^٩) الحاشية في: وجه الورقة الثالثة الملحقة بين ٧/ب و٨/أ.
1 / 358