125
نَزُوْرُكُمْ لَا نُؤَاخِذُكُمْ بِجَفْوَتِكُمْ إِنَّ الْكَرِيْمَ إِذَا لَمْ يُسْتَزَرْ زَارَا (١)
١٠٣ - سمعت أحمد يقول: سمعت أبا عمر بن حيويه يقول: سمعت أبا بكر محمد
ابن الحسن بن دُريد يقول: سمعت عبد الرحمن بن أخي الأصمعي يقول: سمعت عمِّي يقول:
«اجْتَمَعَ ثَلاثَةُ (٢) حُسَّادٍ فقالَ أَحَدُهُم لِصاحِبِه: مَا بَقِيَ مِنْ حَسَدِك؟ قالَ: ما اشْتَهَيْتُ أَنْ َفْعَلَ
[ل/٢٣ب] بأَحَدٍ خَيْرًا قَطُّ، فقالَ الثَّانِي: أنتَ رجُلٌ صالِحٌ، ولكِنِّيْ ما اشْتَهَيْتُ أنْ يَفْعَلَ أحَدٌ بأحَدٍ خَيْرًا قَطُّ، فقالَ الثَّالِثُ: ما فِي

(١) أخرجه الخطيب في "كتاب التطفيل" (ص١٥٠) من طريق محمد بن عبيد الله بن الشخير به.
وفيه: "لانكافيكم" بدلًا من "لا نؤاخذكم"، و"المحبّ" بدلًا من "الكريم".
وأخرجه أيضًا من طريق أخرى عن الحسن بن علي بن صالح قال: سمعت بُنانًا يقول: "حفظت القرآن كله ثم أُنْسِيتُه إلا حرفين ﴿آتنا غداءنا﴾ "، ولم يذكر بيت الشعر.
انظر: الأذكياء (ص١٩٣)، وتحفة المجالس (ص٢٤١) .
وأخرج الخطيب أيضًا في المصدر السابق (ص١٢٨) عن الحسين بن محمد أخي الخلاّل عن إبراهيم بن عبد الله الشطي عن أبي علي شعبة قال: "جاء طفيلي إلى دار رجل له عُرس فقال له صاحب العرس: من أنت؟ قال: أنا الذي قال فيَّ الشاعر:
نزوركم لا نكافيكم بجفوتكم إن المحب إذا لم يستزر زارا
فقال له صاحب البيت: زارا، لا أدري ما هو، قُمْ، اخرج من بيتنا".
والبيت في نثر الدرر (٢/٢٣٦) وربيع الأبرار (٢/٧١٢) وفيه: أتى طفيلي باب قوم فحجبوه، فاحتال حتى دخل وهو يقول:
نزوركم لا نؤاخذكم بجفوتكم إن المحب إذا ما لم يُزَرْ زارا.
والبيت في ديوان العباس بن الأحنف (ص١٤٨) .
وسيورد المؤلف البيت في الرواية رقم (١١٩٩) بلفظ يختلف، وزاد بيتًا آخر، ونسبهما إلى الرياشي.
(٢) في المخطوط: "ثلاث"، وهو خطأ.

1 / 134