247

Turāth Abīʾl-Ḥasan al-Ḥarālī al-Marrākushī fī al-tafsīr

تراث أبي الحسن الحرالي المراكشي في التفسير

Editor

محمادي بن عبد السلام الخياطي، أستاذ بكلية أصول الدين تطوان

Publisher

منشورات المركز الجامعي للبحث العلمي

Edition

الأولى

Publication Year

١٤١٨ هـ - ١٩٩٧ م

Publisher Location

الرباط

يختص به الذين آمنوا من انقلاب جوهرهم نورًا، كما قال ﵊: "اللهم اجعلني نورا" فكان ما انقلب إليه جوهر الأيمة انصبغت به قلوب الأمة ﴿وَنَحْنُ لَهُ﴾ [أي خاصة] ﴿عَابِدُونَ﴾ تكملة لرد الخطاب على خطاب عهد إسرائيل حين قال: ﴿مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي﴾ إلا أن العبادة في عهد إسرائيل سابقة، والإسلام ختم.
والإسلام في هذا التلقين بدء، لتقع العبادة شكرًا - يختص برحمته من يشاء - وجاء به بالوصف الثابت الدائم، ففيه إشعار بأن أحدًا منهم لا يرتد عن دينه سخطة له، بعد أن خالط الإيمان بشاشة قلبه، وهو حظ عام من العصمة الثابت خاصها للنبي، ﷺ، في على أمره - انتهى.
﴿مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ﴾
قال الْحَرَالِّي: القبلة: ما تجعل قبالة الوجه، والقبل ما أقبل من الجسد في مقابلة الدبر لما أدبر منه.
﴿جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً﴾
قال الْحَرَالِّي: من الأم، وهو تتبع الجملة والعدد بعضها لبعض إلى أن ينتهي لإمام أول، فالإمام والأمة كالمتقابلين، الإمام قاصد أمما، والأمة قاصدة إمامها الذي هو أممها، والأمام ما بين اليدين بمشهد الحس وسبيل القصد - انتهى.
﴿الْقِبْلَةَ﴾
قال الْحَرَالِّي: في جملته إنباء بأن القبلة مجعولة أي مصيرة عن حقيقة وراءها ابتلاء بتقليب الأحكام ليكون تعلق القلب بالله الحكيم، لا بالعمل المحكم، فالوجهة الظاهرة، ليكون ذلك علما على المتبع عن صدق، فيثبت عند

1 / 268