Tupiqa li-Aristutalis
طوپيقا لأرسطوطاليس
Genres
فأما ما يحتاج إليه فى التخرج والارتياض والمعاناة للأقاويل التى تجرى هذا المجرى فقد ينبغى أولا أن نتعود عكس الأقاويل، لأنا نكون بذلك أشد استعدادا واتساعا فى مناقضة الأمر المقول، ويتهيأ لنا أن نأتى فى الأشياء اليسيرة بأقاويل كثيرة. وذلك أن النقض إنما هو تبديل النتيجة مع المقدمات الباقية. وإذا فعلنا ذلك نقضنا واحدا من الأشياء المعطاة، لأنه يجب ضرورة إن كانت النتيجة غير موجودة أن ترتفع واحدة من المقدمات، إن كان متى وضع جميعها وجب من الاضطرار أن تحدث النتيجة.
وينبغى فى كل موضع أن نبحث عن الأمر المطلوب: هل هو بهذه الحال، أم لا؟ وأن تكون إذا وقفت على ذلك التمست له النقض فى أول وهلة؛ فإنك بهذا الوجه تكون مرتاضا متخرجا فى أن تسأل وتجيب. وان لم يكن ذلك مع غيرك، فمع نفسك.
فأما الاحتجاجات فقد ينبغى أن يختار منها فى الأمر الموضوع ما كان مقابلا بعضه لبعض، فإن ذلك يسهل لك السبيل — إلى أن تلزم الشىء قسرا — غاية التسهيل، ويعين أكبر معونة على التبكيت والنقض متى تسهل للإنسان السبيل إلى أن يعلم أن هذا الشىء هو بهذه الحال أو ليس هو كذلك.
Page 728